رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

كان يوما عصيبا حين تلقيت مكالمة تخبرنى بوفاة زميل عزيز، عندما يتلقى أحدنا مثل هذا الخبر أول ما يدور فى ذهنه، هو الزوجة والأطفال المساكين الذين تركهم خلفه، وثانى ما نفكر فيه هو اللحاق بالجنازة لتوديع العزيز لمثواه الأخير والقيام بهذا الواجب الإنسانى، وثالث ما نفكر فيه هو ان الموت بات قريبا منا جدا أقرب مما نتصور، وسأركز هنا على النقطة الثانية وهى اللحاق بالجنازة، وانطلقت مع زملاء اخرين فى سيارة احدنا الى بهتيم فى شبرا الخيمة، مع الدموع والأحزان كنا فى سباق مع الزمن للحاق بالجثمان الى مقرة الأخير، أعترف انه لو كانت المسألة تتعلق باللحاق بحفل زفاف لما  توترت ولا ازداد انهيارى والزملاء لأننا لم نلحق بالجنازة بسبب الطريق المزدحم الصعب الملىء بالحفر والمطبات والميكروباصات والتكاتك والعشوائيات وكل ما يمكن تصوره...

أعتذر لأنى تذكرت هذا الموقف الإنسانى، وأنا أستكمل معكم بموضوعية لا نفاق او محاباة  فيها ملف التطوير، فى كافة الاتجاهات والمشروعات القومية الكبرى التى انطلقت فى مصر منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، وتناولت سابقا ملف الكهرباء وكيف خرجنا من نفق الظلام الى النور، بمشروعات أحيت فينا الأمل ونورت ليالينا بعد إظلام وهم وعودتنا لـ«لمبة الجاز» و«الكلوبات» والفوانيس، ولا يمكن حتى لخائن او جاحد أن ينكر أن مصر تخطت فى وقت قياسى أزمة نقص الكهرباء، وأننا وصلنا بالأرقام المحلية والشهادات الدولية الى أبواب قوة فاعلة لإنتاج الكهرباء، ومن ثم الى انطلاق الى القوة الإقليمية لتصدير الكهرباء، ومعروف أن الكهرباء أحد عوامل الصناعة والتقدم فى أى دولة فى العالم شأنها شأن اى مصدر للطاقة.

واستكمالا لحديثى مع اصحاب الدخان الأسود الذى ينفثونه حولنا لبث التشاؤم والإحباط، وتفريغ اى انجاز من مضمونه، أتناول هنا ملف الطرق، هو الملف الذى لا يمكن لعاقل او مجنون ان ينكر الطفرات الكبيرة التى تمت به فى فترة قياسية، ولننظر الآن الى طريق شبرا الخيمة وبهتيم، ومحور بنها والطريق الجديد الى ام بيومى، والذى لو كانت يد الصيانة قد امتدت له سابقا للحقنا بجنازة زميلنا «على سبيل المثال»، ولا يوجد مصرى على ارض الكنانة لم يختنق من الزحام، ولم تتعطل له مصلحة، أو فاته موعد بسبب الزحام والطرق، والأن بدأت المشكلة تتراجع تدريجيا، وإن كانت ليست بالصورة النهائية التى نحلم بها، ولكن تفريغ قلب القاهرة، ونقل الخدمات الحكومية والوزارات مستقبلا الى العاصمة الإدارية، مؤكد انه سيسهم بشكل كبير على التوازى مع تطوير الطرق الداخلية بالقاهرة فى القضاء بصوة كبيرة على مشكلة الزحام والاختناق بشوارع القاهرة. 

ولا يمكن انكار ان ملايين المصريين يلمسون بواقعية المتغيرات الإيجابية فى الطرق والكبارى، والتى بلغ إجمالى الاستثمارات بها منذ 2014 نهاية العام الماضى اكثر 32 مليار جنيه، ويتواصل «المشروع القومى للطرق»، بحجم استثمارات سيصل الى 100 مليار جنيه، فتم توسيع وتطوير معظم طرق الربط بين المحافظات، وكل وافد للقاهرة من المواطنين أو متنقل بين المحافظات لطبيعة عمله أو دراسته أو حتى لزيارة عائلته، استفاد بصورة عملية من النقلة النوعية الكبيرة فى الطرق التى باتت واسعة وممهدة ومضاءة «الا بعضها الذى لم تكتمل لمساته الأخيرة»، وتطوير الطرق الداخلية فى الصعيد الذى كان مهملا بجانب العديد من المحافظات.

وسأذكر بعضا مما تم تطويره مثل  طريق شبرا بنها الحر، ومحور بنها، ومشروع القوس الشمالى الشرقى من الدائرى الإقليمى، وإنشاء 2 كوبرى علوى على طريق السويس، وكوبرى التوفيقية العلوى ودمنهور العلوى والاثنان على طريق الاسكندرية الزراعى، وكوبرى مرغم، وكوبرى مطار العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها الكثير.

 

..وللحديث بقية

[email protected]