عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

منذ حوالى عام تقريبًا كتبت مقالاً بعنوان المواجهة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وجماعة الإخوان الإرهابية، وتحدثت فيه عن سر بقاء جماعة الإخوان رغم اندثار عشرات الجمعيات والتنظيمات السرية خاصة التى انتشرت خلال الفترة من عام 1935 وحتى عام 1952، ومازلت أناقش الأسباب والمقدمات التى تسببت فى بقاء هذه الجماعة. وعرضت من قبل شهادة إبراهيم باشا عبدالهادى رئيس وزراء مصر والذى استمرت وزارته لمدة سبعة شهور من عام 1949، وهو الذى أذاق جماعة الإخوان الذل والهوان وكاد يقضى تمامًا على هذه الجماعة، وهناك مقولة تم ترديدها وانتشارها، ووقع فيها كثير من الباحثين وهى أن الذى دبر اغتيال حسن البنا هو إبراهيم عبدالهادى. والحقيقة على خلاف ذلك تمامًا بشهادة الباشا إبراهيم عبدالهادى، ورغم اتهامه رسميًا بمحاولة وتدبير عملية الاغتيال، إلا أن الأمر الحقيقى هو أن الجماعة نفسها هى التى قامت باغتياله، أثناء خروجه من مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس، والذى نفذ الاغتيال هو الجهاز السرى للجماعة لسبب مهم ورئيسى وهو أنه كان يعتزم الاعتراف بكل الجرائم البشعة التى ارتكبتها الجماعة وأبرزها اغتيال النقراشى باشا.

قد يستغرب كثيرون من هذه الواقعة، لكنها الحقيقة المرة وهى أن حسن البنا كان يعتزم أن يبرم مع الحكومة المصرية حينذاك اتفاقًا لاستمرار الجماعة وعدم حلها، فى مقابل خيانته لها بالاعتراف على قادة التنظيم السرى، ما حدا بهذا التنظيم لأن يدبر عملية اغتياله، فى الوقت الذى كان ابراهيم عبدالهادى يعلن الحرب صراحة على البنا وجماعته الإرهابية. ثم دارت مواجهة شرسة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وجماعة الإخوان. وفى واقع الأمر تصور عبدالناصر فى البداية بعد قضائه على الأحزاب السياسية كلها وعلى رأسها حزب الوفد، أنه من الممكن أن يتخذ جماعة الإخوان ظهيرًا سياسيًا له، وكذلك تصورت هذه الجماعة المشهود لها بالغباء السياسى أنها ستكون شريكة فى الحكم، خاصة بعد قيام مجلس قيادة الثورة بمحاكمة إبراهيم عبدالهادى وصدور حكم الاعدام عليه الذى تم تخفيفه فيما بعد إلى المؤبد ثم الإلغاء وتحديد الإقامة.

بعد حل الأحزاب السياسية ومحاكمة قادتها، كلف مجلس قيادة الثورة نجيب الهلالى بتشكيل وزارته الأولى ولم يقم بإشراك جماعة الإخوان فيها وتجاهل ترشيحات مرشد الجماعة حينذاك حسن الهضيبى الذى ظن بعد خلو الساحة السياسية أن الإخوان سيكون لهم دور فى هذه الوزارة. وسخر عبدالناصر من مطلب الإخوان ولم يهتم به أبدًا.

وعلى الجانب الآخر كانت هناك مفاوضات بشأن جلاء الانجليز وقام الإخوان كعادتهم بالاتصال بالسفارة الإنجليزية سرًا يطلبون منها أن يكونوا بديلاً فى حالة تعثر المفاوضات بين بريطانيا والحكومة، وكان مجلس قيادة الثورة يرصد كل تحركاتهم وتصرفاتهم.

لما شعر الإخوان بتجاهل عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة لهم قاموا بتدبير مظاهرات الجامعة فى يناير 1954 وشارك فى هذه المظاهرات تنظيمات سرية إرهابية أبرزها قتلة وزير خارجية إيران، وهنا بدأ يشعر عبدالناصر بخطر هذه الجماعة الإرهابية وصدر قرار مجلس قيادة الثورة بعد يومين من مظاهرات الجامعة وتحديدًا فى 14 يناير 1954 بحل جماعة الإخوان، وتم اعتقال حسن الهضيبى وقيادات الجماعة فى القاهرة والأقاليم، وجاء أول اشتباك للجماعة مع الشرطة فى أغسطس 1954 بالقاهرة وطنطا، ووقعت فيه إصابات للطرفين.