رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

على مدى 37 عامًا ـ منذ تحريرها واسترداد آخر شبر منها في العام 1982 من الكيان الصهيوني الغاصب ـ أصبح من الضروري وجود خطة شاملة ورؤية جديدة، لتعمير وتنمية سيناء، التي رُويت بدماء المصريين على مدى عقود.

آلاف الشهداء عبر سنين طويلة، قدموا ملاحم سطرها التاريخ بأحرف من نور، لم يكن يخطر ببال مَن قدموا تلك التضحيات، أن تكون أرض الفيروز ـ قِبلة السلام والمحبة ـ على هذا النحو من الإهمال، بل تحولت إلى ساحة للإرهاب وبؤرة للخائنين ووكر للمهربين!

العقل والمنطق يقولان إن سيناء هي التي تدافع عن مصر، عبر تنميتها وتسكينها وتعميرها ودمج سكانها مع باقي الشعب، من خلال مساواتهم في الحقوق والواجبات، وتغيير رؤية الدولة ونظرتها لهذه البقعة الغالية من أرض الوطن.

بعد مرور ستة عشر شهرًا على بدء العملية العسكرية الشاملة التي تشنها القوات المسلحة في شمال سيناء، بات من الواضح أن الجيش عازم بقوة على تصفية الإرهاب وتجفيف منابعه، إلا أن ذلك يجب أن يكون متزامنًا مع أكثر الحلول الناجعة، من خلال تعمير وتنمية سيناء.

نعتقد أن أيًا من خطط التنمية التي تم وضعها لهذه البقعة الغالية من أرض الوطن ـ خلال العقود الماضية ـ لم تتحقق على الإطلاق، ربما بسبب غياب الإرادة السياسية، أو تعزيز الاستقرار الأمني بشكل كبير، أضف إلى ذلك عدم وجود بنية تحتية تحقق التنمية المستدامة.

لقد ظل موضوع تعمير وتنمية شبه جزيرة سيناء ـ على الدوام ـ حلمًا يداعب عقول وقلوب المصريين، ولم تنسَ الذاكرة ذلك المشروع العملاق الذي بدأ في عهد حكومة الجنزوري في العام 1994، وتوقف لأسباب غامضة بعد 3 سنوات فقط!

الفترة الماضية شهدت اصطفافًا شعبيًا غير مسبوق ضد الإرهاب الأسود وخفافيش الظلام، ورفضًا قاطعًا لكافة العمليات الخسيسة التي تطال جنودنا، ودعمًا غير محدود للقضاء على البؤر الإجرامية وتجفيف منابعها، إلا أن الأمر يحتاج إلى استراتيجية مختلفة.

الشئ المؤكد هو أن شبه جزيرة سيناء تمثل العمق الاستراتيجي لمصر، بما لها من موقع فريد، وما تحويه من ثروات طبيعية ومزايا اقتصادية وسياحية لا مثيل لها في العالم، ورغم تمتعها بمناخ جاذب للاستثمارات ـ زراعيًا وصناعيًا وسياحيًا ـ إلا أنها تُركت أو أُهملت على مدى عقود طويلة.

لذلك، تظل التنمية فقط، هي الحل السحري للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، لأنها وحدها تظل كفيلة لإنهاء وجود جماعات الظلام، وخلق بُعد اجتماعي واقتصادي وسياسي جديد، ولا شك في أن الاستغلال الأمثل لثروات سيناء بشكل صحيح، يسهم في حل مشكلة الزيادة السكانية، وارتفاع معدلات البطالة، وتوفير الغذاء، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.

كما نود التأكيد على أن التخطيط والعمل على إقامة مجتمعات صناعية وزراعية وسياحية في سيناء، كفيل بتأمين احتياجات الشعب وتجنيبه ويلات المخاطر المتوقعة خلال العقود المقبلة، وتحقيق الأمن المفقود في هذا الجزء الاستراتيجي من أرض الوطن.

أخيرًا.. نتصور أن التنمية الشاملة ومضاعفة الكتلة السكانية فى سيناء تشكلان خط الدفاع الرئيس في مواجهة أى عدوان صهيوني، أو مواجهة قوى التطرف والعنف والإرهاب، ولذلك نرى ضرورة الاهتمام بسيناء وتحصينها بالتنمية كآلية للدفاع الاستراتيجي عنها وحفاظًا على الأمن القومي، لأنها باختصار مستقبل مصر الواعد.

[email protected]