رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

توفى زعيم الأمة المصرية, سعد زغلول فى 23 أغسطس عام 1927؛ وهو الزعيم بحق, أو لنقل زعيم الثورة الشعبية المصرية الأولى فى العصر الحديث, التى أثبتت أن المصريين جميعًا يعيشون بقلب رجل واحد، فلا غضاضة أن يعتلى قس منبر الأزهر الشريف، أو يقف شيخ على مذبح الكنيسة؛ أثناء ثورة هى الأشد أثرًا فى نفوس المصريين، أعنى ثورة 1919.

وفى ذكرى هذه الثورة، وبعد فترة من الزخم الإعلامى للاحتفاء بهذه الثورة، اخترت أمرًا آخر, اخترت أن أحتفى بالزعيم وكأنى أعاصره وأغنى له «يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح».

وهذه الأغنية لها تاريخ ومغزى؛ حيث تكشف عن عبقرية المقاومة عند المصريين، ولو بأضعف الإيمان، بلحن قدمه فنان الشعب للمصريين ليتغنوا به جميعًا، معلنين رفضهم للظلم والطغيان.

ففى أثناء ثورة 1919 أصدر القائد العام البريطانى أمرًا عسكرياً بسجن كل من يذكر اسم سعد زغلول ستة أشهر مع الشغل وجلده عشرين جلدة...فقام بديع خيرى بتأليف طقطوقة يا بلح زغلول ولحنها العبقرى سيد درويش لتغنيها نعيمة المصري, والقطر المصرى كله، قائلة:

يابلح زغلول

 

ياحليوة يابلح

 

يابلح زغلول

 

يا زرع بلدي

 

عليك ياوعدى

 

يابخت سعدى

 

زغلول يابلح

 

يا بلح زغلول

 

يا حليوة يابلح

 

يا بلح زغلول

 

عليك أنادي

 

فى كل وادي

 

قصدى ومرادي

 

زغلول يا بلح

 

يا بلح زغلول

 

يا حليوة يا بلح

 

يا بلح زغلول

 

الله أكبر

 

عليك يا سكر

 

يا جابر أُجبر

 

زغلول يا بلح

 

يا بلح زغلول

 

يا حليوة يا بلح

 

يا بلح زغلول

 

ماعدتش أبكى وفيه مدبر

 

مين بس ينكر

 

زغلول يابلح

 

يا روح بلادك

 

ليه طال بعادك

 

تعالى صون بلادك

 

زغلول يا بلح

 

يا بلح زغلول

 

سعد وقال لى

 

ربى نصرني

 

وراجع لوطني

 

زغلول يا بلح

 

يا بلح زغلول

 

يا حليوة يا بلح

 

إن التأثير الاجتماعى لثورة 1919 أكثر بعدًا مما قد نتصور، وليس أدل على ذلك من بروز معالم الشخصية المصرية شديدة المراس فى مقاومة كل محتل لبلادنا، وبكل الوسائل الممكنة.

وإذا كانت الموسيقى والألحان فى نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لم تخرج عن نطاق «أمان يا للي» أو «الخلاعة والدلاعة مذهبى من زمان» وما على شاكلتها فى كازينوهات الأزبكية، إلا أنه مع ثورة 1919 وبروز عبقرية سيد درويش أصبح للموسيقى المصرية شكلاً وقالبًا مميزًا، يشير للوهلة الأولى إلى ميلاد موسيقى مصرية اللون، وفنان فذ، أخرج ألحانًا يُعلى بها من همم المصريين بكل طوائفهم، ومهنهم، فكانت تلك هى المرة الأولى التى نستمع فيها لأغان تخاطب المهمشين من المصريين، وتحثهم على المقاومة والوقوف فى وجه كل ظالم.

ويكفينا الاستماع لكلمات بديع خيرى «قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك»، التى لحنها سيد درويش عام 1919، لنرى دعوة باكرة لما نسميه «الانتماء والمواطنة»؛ وما تحدثه تلك الأغنية من أثر عميق فى نفوسنا ربما نعجز الآن عن الإتيان بمثله، وتثبت أننا أمة واحدة لا تفرق بين المسلم والمسيحي.

كاتب وأستاذ أكاديمى.