رادار
لن أسألك سيدتى: ماذا ستفعلين لو أنكِ مكانها؟!
هى حكاية ربما حدثت مع أمهات كثيرات.. فالأم قد أرهقها التعب بعد يوم شاق مع أطفالها.. راحت فى نوم عميق مع أول لحظة امتلكها الشعور بأن كل شيء على ما يرام!
غلبها النوم بفعل الطبيعة ومن فرط الإرهاق، كل ما تتذكره الآن أن محمد وياسمين كانا يلعبان إلى جوارها!
محمد يبلغ من العمر 9 سنوات، وياسمين فى الخامسة من عمرها.. طلبت ياسمين من شقيقها محمد أن يشترى لها قطعة «حلوى» تحبها.. وفعلها محمد لأجل شقيقته!
خرج الاثنان من المنزل لشراء قطعة «حلوى»، ومن «دكان» إلى «بقال»، ومنه إلى «سوبر ماركت» لم يعثر محمد على الحلوى التى تفضلها ياسمين، ليبتعد الاثنان عن منزلهما مسافة 5 كليومترات!
نعم!.. تاه محمد وياسمين!
استيقظت الأم من نومها.. كان المنزل هادئاً على غير العادة.. فتّشت فى كل ركن بالمنزل بحثاً عن طفليها، لتتأكد بعد ذلك بأنهما قد غادرا المنزل بالفعل!
«راحوا فين؟».. سؤال لا يتوقف بقلب مخطوف ودموع تشبه مطراً غزيراً يروى خدّها.. خرجت الأم إلى الشوارع هائمة، نادمة على لحظة نوم خطفتها رغماً عنها من فم الزمان!
نجح «محمد» فى شرح الموقف إلى أحد المارة، ليتحدث إلى أمه عبر هاتف محمول ويخبرها عن موقعه، ليهدأ قلبها بعض الشيء.. وما أن عاد الجميع إلى البيت، حتى فوجئ محمد وياسمين بأنها عليهما التوقيع على التعهد أدناه:
نتعهد أنا محمد وأنا ياسمين بالآتى :
- ألا أخرج من المنزل أبداً بدون علم أمى وأبى وبرفقتهما، وأن ألتزم بقوانين البيت، وألتزم بالخروج إلى الملاهى برفقة أهلى مرة واحدة أسبوعياً، وبالاتفاق مع والدتى وأخواتي، ولمدة 6 ساعات ليس أكثر، وبمصروف شهرى لا يتجاوز 50 جنيهاً مصرياً فقط لا غير.
- نظافة غرفتى وترتيب دولابي، وعدم ترك أقلام الرصاص فى أبواب الغرف، وعدم كسر اللمبات والنجف بالكرة.
- ممنوع لعب كرة القدم فى المنزل.
- ممنوع «اللبان» نهائياً.
- ممنوع المشاكل يا ماما يوم الجمعة والسبت، وإذا لم ألتزم بقوانين البيت أنام فى غرفتى بدون أى حد جنبي.
انتهت الحكاية، لكن ماذا لو أن «سيارة شرطة» قد عثرت على محمد وياسمين، وأن شرطياً قد اتصل بالأم يطمئنها على حال طفليها، ليطلب منها الحضور فوراً إلى قسم الشرطة!
هل بإمكان الأم رفض التوقيع على تعهد إلزامى فى قسم الشرطة بضمان سلامة أطفالها ورعاية حقوقهما؟.. هل بإمكانها القول إن أطفالها عليهم التعهد بعدم تكرار فعلتهم؟! أترك لك الآن حرية الإجابة عن السؤال أعلاه.
نبدأ من الأول.