رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

قد يعد البعض رأيى هذا تشدداً أو غير ديمقراطى، أو أنه يدعو إلى دولة بلا قانون، أو إلى فاشية الأجهزة، لكن ما نراه ونتابعه من حوادث يروح فيه أولادنا الشباب من الشرطة والجيش، وتأخر صدور الأحكام ضد المجرمين، هو الذى يدفعنا إلى تبنى هذا الرأى، وهو ببساطة: تصفية جميع المتهمين فى قضايا قتل أولادنا الضباط أو صف الضابط أو الأمناء أو الأفراد أو المجندين فى الجيش والشرطة، بعد القبض عليهم تقوم الأجهزة بتفريغ ذاكرتهم ثم تأمر بتصفيتهم أخذا بالثأر لأولادنا الذى استشهدوا على أيديهم.

هذا الرأى قد وصلنى منذ فترة، اقترحه أحد القراء أثناء تعدد حوادث الإرهاب، وقد ناقشت رأيه هذا، وكان لى عدة تحفظات عليه، خاصة وأن القارئ الكريم كان قد طالب فى اقتراحه بمعاقبة أسرة الإرهابى، وذلك لأنهم يعلمون جيداً بتبنى ابنهم لفكر متشدد، وانخراطه فى جماعات متطرفة تتبنى العنف وتستحل السرقة والقتل والتخريب، دون أن يخطروا الأجهزة الأمنية عنه.

وانحزت فى تحفظاتى إلى ترسيخ مبدأ العدالة وتوفير محاكمة عادلة إلى المجرمين، ودعمت يومها رأيى بالخطوات التى ستتخذها الحكومة فى تعديل قانون الإجراءات الجنائية، حيث اضيفت بعض التعديلات على مواده تسمح بتسريع المحاكمة والانتهاء منها بحكم نهائى غير قابل للنقض خلال بضعة شهور بسيطة لا تتجاوز العام.

كما رفضت تماماً فكرة ضم أسرة الإرهابى والخارج على القانون إلى القضية ومعاقبتهم على عدم الإبلاغ عن ابنهم، وقلت إنه ليس من المعقول أن نضع الأب والأم أو الأخ والأخت فى موقف مثل هذا، «ولا تزر وازرة وزر أخرى النعام 146».

لكن بعد استشهاد العديد من شبابنا من ضباط وأمناء وجنود الشرطة فى الفترة الأخيرة، فى قسم النزهة وفى الشيخ زويد، ومن قبل فى العريش، فى عمليات جنائية وعمليات ارهابية، قلت لنفسي: ولم لا، وأعدت التفكير فى بعض تحفظاتى، وعلى وجه التحديد فى اقتراح تصفية الإرهابى والمجرم بعد تفريغ ذاكرته أخذا بالثأر، فهو فى النهاية سيصدر ضده حكم بالإعدام، وتصفيته سوف تحرمه من البقاء لسنوات متمتعاً بالحياة يأكل ويشرب ويضحك ويسخر وينشر أكاذيب ورسائل من السجن وعلى لسان محاميه، كما ان تصفيته سوف تدفع البعض إلى التفكير ألف مرة قبل الإقدام على قتل أولادنا الشباب فى الشرطة والجيش.

وبالنسبة لأسرة الإرهابى، فيكفى عقوبة اللوم، لأنهم لم ينبهوا الأجهزة بخطورة الأفكار التى يتبناها ابنهم، والمفترض أن ينبهوا الأجهزة المعنية ولا يبلغوا، صمتهم وتكتمهم خبر تطرفه أو انحرافه السلوكى يعد تستراً على مجرم، والتنبيه قد يحول وإراقة دماء العديد من الأبرياء.

 

[email protected]