رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قلت لوزير الداخلية عايزين شرطة نسائية.. فأعطونى علاوة

- حتى لا تفهمونى بالغلط، فالذى أقصده بوزير الداخلية هنا هو زكريا محيى الدين «طيب الله ثراه» فقد كان أقوى وزير داخلية شهدته مصر فى الخمسينيات، فكان يجمع بين الداخلية وجهاز المخابرات، وكانت الصحافة تشهد بأننى كنت الابن المدلل له، لله فى لله كان يحنو عليا، ويفتح باب بيته لي، فكنت أذهب إليه من غير موعد حتى بعد انتقالى من «آخر ساعة» إلى جريدة «الأخبار»، وفى يوم أعطانى المرحوم الأستاذ موسى صبرى رسالة للوزير وأنا لا أعرف مضمونها، قرأها ثم قال لى «هو موسى صبرى فاكر لما يسب ضابط من الضباط الأحرار هينجح فى الانتخابات.. قلت له، والله يا أفندم لا أعرف مضمون الخطاب، ثم رد قائلاً: الأفندى رايح كل يوم يشتم فى مجدى حسانين علشان منافس له فى دائرة قصر النيل «طبعاً مجدى هو مؤسس مديرية التحرير».

- وطلب منى السيد زكريا محيى الدين أن أطلب له موسى صبرى على التليفون، ثم أشار لى لمكان التليفون.. وفعلاً طلبته وفى داخلى كنت أقول «ربنا يستر»، وأشرت للوزير أنه على التليفون، فنهض من مكانه واستقبله قائلاً: «للأسف صدمتنا فيك يا موسى، الريس لما طلب وقفك عن الكتابة مش لأنك مسيحى ومجدى حسانين مسلم، ولا عشان تدخل الدين الانتخابات، هل فيه حد فى يوم زايد عليك علشان إنك مسيحي، أكيد عارف كويس إن الدين لا علاقة له بالانتخابات، وعلى أى حال سوف أسمح لك بالعودة للكتابة وحذار أن يدخل الدين فى حوارات سياسية، فأنا لن أسمح لك أو لغيرك بالتجارة فى الدين».. وينتهى الحوار، ثم يسألنى الوزير أنت معاك عربية، قلت له منين يا أفندم وأنت عارف مرتبى.. ضحك وقال لسة هيكل عاملك ثلاثة جنيهات.. قلت: بعد موضوع «آخر ساعة» مع حضرتك، حصلت لى ترقية اتعينت وأصبح مرتبى ١١ جنيهاً، ولما مصطفى بك نقلنى الأخبار أصبح مرتبى ١٥ جنيهاً.. فضحك وقال عايز أعرف موسى صبرى هيعمل معاك إيه بعد ما وافقت له على العودة للكتابة.

- ثم اصطحبنى معه فى سيارته وكان فى طريقه إلى حماته فى الدقى.. قال لى الأولاد والمدام طول اليوم عند حماتى وأنا آخر النهار أروح لهم..وفى الطريق كان يحب قراءة إعلانات الشوارع، شاف أفيش سينما لفيلم واحدة لابسه لبس ضابط، فعجبه هذا الأفيش فسألته.. «ليه يا أفندم ما نعملش شرطة نسائية حتى نرفع الحرج عن الضباط عند تفتيش متهمة».. فقال: «والله فكرة سيبنا نفكر فيها فى الوزارة وأرد عليك».

- فى اليوم التالى سألنى الأستاذ موسى صبرى عن انطباع وزير الداخلية وهو يقرأ رسالته، ثم عن الحوار الذى دار بينى وبينه، فقلت له عن فكرة الشرطة النسائية، وإذا بمانشيت الصفحة الأولى «للأخبار» يتصدر هذا العنوان.. «لأول مرة شرطة نسائية فى مصر.. زكريا محيى الدين «للأخبار» ندرس إلحاق خريجات الحقوق بكلية الشرطة لتخريج ضابطات شرطة».

- كنت مرعوباً من نشر الخبر فنادانى موسى صبرى وقال لى لا تسكت عن خبر يهم المجتمع، صحيح أن الفكرة فكرتك لكنك حصلت على وعد من الوزير بتنفيذها.. فعلاً تعلمت الدرس وأصبحت أنتبه للمعلومة.

- ذهبت إلى وزارة الداخلية بعد نشر الخبر وقابلت اللواء عبدالعظيم فهمى كان الوكيل الدائم للوزارة للأمن العام وسألته ماذا تم فى فكرة الشرطة النسائية، فسألنى «أنت اللى كتبت الخبر فى الأخبار».. لأن الخبر رغم أنه انفراد صحفى لا يحمل اسمي، وقد كان على أيامنا لا ينشر أسماء المحررين قبل عضوية نقابة الصحفيين، وهنا أكد لى وكيل الوزارة أن الخبر لا صحة له، ولذلك طلب من العلاقات العامة تكذيبه.. هنا لم أسكت فقلت له اسأل معالى الوزير، لأنه هو اللى رحب بفكرة الشرطة النسائية، والفكرة فكرتى.. نظر لى وكيل الوزارة باندهاش وسألنى متى قال لك معالى الوزير هذا الخبر.. قلت له إمبارح كان الجمعة وكنت معاه راكب عربيته وهو رايح لحماته واتكلمنا فى هذا الموضوع.

- طلب منى وكيل الوزارة أن أجلس بعد أن كنت واقفاً طوال الحوار، ورفع سماعة التليفون وطلب من اللواء لبيب بدوى مدير العلاقات تأجيل التكذيب إلى أن يجتمع مع معالى الوزير.. وبالفعل تركنى فى مكتبه بعد أن طلب من عسكرى المكتب أن يأتى لى بموظف البوفيه، واتجه إلى مكتب معالى الوزير، وبعد نصف ساعة جاءنى وهو يقول معالى الوزير مبسوط من الفكرة، وعلشان كده سنبدأ بتجربتها فى شرطة الآداب.. وشرطة حماية الأحداث، خرجت من عنده إلى الأستاذ موسى صبرى ورويت له كل الأخبار وانفردنا بالنشر، وفوجئت بعلاوة قيمتها خمسة جنيهات ليصبح مرتبى ٢٠ جنيهاً.

الأسبوع القادم.. والد وزير الداخلية يركب الحمار فى عزبته بكفر شكر.

 

[email protected]