رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

ليست مسئولية رَجُل المُرور تسجيل المُخالفات المُرورية فقط، بل مسئوليته ومُهمته الأولى هى تسيير حركة المُرور، وفَك الاختناقات.. وأندهش وأُصابُ بالغيظ كُلما رأيتُ أحدَهُم يمسِك دفترًا ويُسجِّل فيه أرقام سيارات، غير عابئ بما يحدُث على بُعد خطوات منه مِن إعاقة لحركة المُرور. وبات مِنَ الضرورى أنْ تعقد الإدارة العامة للمرور ندوات لرِجالها، وتُصدِر لهم تعليمات واضحة وصريحة، تؤكد على أولوية تسيير المرور، وتقديمه على الانشغال برصد المُخالفات وتسجيلها.. وأنا هُنا لست ـ أبدًا ـ مع الانفلات ومُخالفة القواعد والقانون، وترك المُخالفين يرتعون فى الشوارع دون رادع، ولكنى أُريد إعادة ترتيب الأولويات.

ولا يجب أبدًا أنْ يكون عمل رجال المرور مُكثفًا صباحًا أو لمنتصف الليل فقط، فما بعد ذلك تكثر المُخالفات وتحدث المصائب فى غياب الرقابة، وفى ساعات ينام فيها قانون المُرور ليلًا.. فقبل أسبوعين لاحظتُ بالصدفة أكثر من سيارة نقل «قلَّاب» بدون لوحات تشق طريق العروبة بعد مُنتصف الليل، مُحمَّلة بأتربة ونواتج هدم وحفر ودون غطاء!!. كُنتُ فى عجب من تجرؤ سائقى هذه السيارات على المرور مِن هذا الشارع المُهِم، بالمخالفة وبدون لوحات. بعدها بدقائق كُنت قد وصلتُ شارع جوزيف تيتو، وتمر بجانبى إحدى هذه السيارات بدون لوحات، وما إن وصلت طريق الاسماعيلية الصحراوى، حتى شاهدت إحدى هذه السيارات تُلقى بحمولتها على جانب الطريق، وكانت بدون لوحات أو أرقام.. هذه المُشاهدات فى تلك الليلة شدَّت انتباهى لِأُتابع سيارات النقل التى تمرعلى الطُرق التى أسير فيها ليلًا. وتأكد لى أنَّ سيارات النقل التى تسير بعد مُنتصف الليل على الطريق الدائرى، والدائرى الأوسطى، والدائرى الاقليمى، وطريق السويس، وطريق الاسماعيلية مُعظمها لا يحمل لوحات مرورية، أو مطموسة أرقامها بطبقة من الشحم او الزيت والتراب، بما يُصَعِّب قراءة أرقامها.

وليلة الأحد الماضى اصطدمت إحدى هذه السيارات بسيارة ملاكى قبل نفق مدينة العبور، وحطمتها دون أن يتوقف سائقها، ولاذ بالفرار، وأنا وسيارتان أُخريان معى ظللنا نُطارده وهو يسير بسرعة جُنونية، إلى أنْ وصل إلى طريق جانبى بعد مدينة الشروق، ولم نستطع اللحاق به ومُتابعته، وكانت السيارة أيضًا بدون لوحات..

إنَّ غياب رجال المُرور عن مُراقبة الطُرق والشوارع، يترك الساحة خاوية يرمح فيها المُخالِفون للقانون، مُستغلين نومه ليلًا.

[email protected]