عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أكون مبالغًا فى القول إن مجلس النواب هو برلمان مفترى عليه، بكل ما تحمل هذه العبارة من معانٍ، فهذا المجلس لم تشهد الحياة النيابية فى مصر مثيلاً له، ومن المؤسف أن كثيرين خاصة وسائل الإعلام المختلفة لم يعطوه حقه الذى يمتاز به خلافًا لكل البرلمانات التى شهدتها مصر منذ عرفت الحياة النيابية، والمعروف أن البرلمان الحالى لم يأخذ حقه الذى يليق به، قد يكون السبب فى ذلك أن الإعلام المصرى لم يوفهِ الحق الكامل، وقد يكون السبب، أن هذا البرلمان جاء فى ظروف مختلفة عن كل البرلمانات التى سبقته، وكان عليه حمل ثقيل فى تفعيل مواد الدستور، وتحويل المواد الدستورية فى دستور 2014 إلى قوانين قابلة للتنفيذ على الأرض. وقد يكون السبب فى الافتراء على مجلس النواب، أنه جاء بعد حالة ثورية، وفى الغالب الأعم أن البرلمان الذى يأتى بعد أى ثورة يناله الافتراء عليه تحت زعم أنه لا يتواكب مع الحالة الثورية.. لكن المؤكد فى هذا الشأن أن هذا البرلمان جاء بعد ثورة 30 يونيو، وكانت عليه أعباء جسام ومسئوليات كبيرة، ومناقشة وتحويل كل القرارات الجمهورية التى صدرت قبل تشكيله إلى قوانين، وتفعيل المواد الدستورية فى الدستور إلى قوانين وإصدار الصيغ التنفيذية لهذه القوانين.

لذلك فإن هذا البرلمان بتشكيله الحالى وتنوع أعضائه فى الفكر والرأى والانتماء الحزبى المختلف، لم تشهده البلاد من ذى قبل، وصحيح أن جميع الأعضاء كلهم لديهم انتماء وطنى عالٍ ولديهم الحرص على الحفاظ على تراب الوطن وخدمة المواطن، ما جعلهم بلا استثناء على قدر المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم خلال دورات الانعقاد المختلفة التى مرت. واللافت للأنظار أن هذا البرلمان بجميع أعضائه وتنوعهم، اتفقوا على شىء واحد هو العمل من أجل رفعة الوطن والمواطن.. وكانوا على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم، ولماذا لا؟! وهم الذين نجحوا فى انتخابات حرة ونزيهة وتحت الاشراف الكامل للقضاء، ولم تشهد انتخاباتهم أية واقعة تزوير أو تزييف لإدارة الأمة المصرية التى اختارتهم.. هل أحد مهما علا صوته أو كان من الحنجوريين ينكر أن هذه الانتخابات كانت سليمة ونزيهة مائة فى المائة؟!.. ولا أعتقد أن أحدًا يجرؤ على القول بشىء، سوى أن هذه الانتخابات كانت نزيهة وسليمة بكل المعانى وليس ذلك بشهادة المصريين وحدهم، وإنما شهادة الدنيا كلها، التى راقبت الانتخابات.

مجلس النواب الذى يرأسه الدكتور على عبدالعال، أنجز ما لم يستطع أى برلمان سابق عليه، القيام به خلال دورات الانعقاد المختلفة، ولا يختلف أحد على أن الدكتور على عبدالعال، تمتع بقدر وافر فى تحقيق الديمقراطية خلال جلسات البرلمان فى دورات الانعقاد المختلفة، ويكفيه فخرًا وبلا مزايدة، ما قام به من ديمقراطية أكثر من رائعة خلال جلسات الحوار المجتمعى التى جرت مؤخرًا بشأن التعديلات الدستورية المقترحة، فلقد كان الرجل واسع الصدر، وكان حريصًا على الاستماع إلى كل الآراء المطروحة بلا تحيز لفصيل دون الآخر.

أما الانجازات التى حققها مجلس النواب فهى كثيرة ولم يفعلها أى برلمان سابق فى تاريخ الحياة البرلمانية الماضية. وخلاف إصدار القوانين المكملة للدستور والتى صدرت فى غيبة البرلمان، كانت الحكومة وأعضاء البرلمان لديهم الحرص الشديد على إصدار القوانين التى تتمشى مع الواقع الجديد للبلاد بما يهدف إلى سرعة وتنفيذ المشروع الوطنى الجديد الى تتبناه مصر، بهدف تحقيق الدولة العصرية الحديثة، التى يحلم بها جموع المصريين.

ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذى لعبته اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب التى يتولى رئاستها المستشار الجليل بهاءالدين أبوشقة، هذا الرجل الذى أعرفه عن قرب، والذى يتمتع بطاقة وحماس الشباب، وحكمة الكبار والعقلاء، وهى سمات لا تتوفر إلا فى عظماء القوم ـ حفظه الله وأمد فى عمره ـ فقد كان حريصًا كل الحرص مع اللجنة التشريعية والدستورية على انجاز القوانين وعرضها على الجلسة العامة لإقرارها.

ويطول الحديث عن القوانين الكثيرة التى أنجزتها اللجنة والمجلس، وسأكتفى فقط بعرض موجز وسريع لما تم مؤخرًا خلال دور الانعقاد الحالى والذى أوشك على الانتهاء، فقد تم انجاز عدد من مشروعات القوانين المهمة والملحة فى إطار تنفيذ الأجندة التشريعية، ويأتى على رأسها قانون التأمين الصحى الاجتماعى الشامل والذى سيتم تطبيقه على مدار 15 سنة وعلى 5 مراحل، بالإضافة إلى قوانين تنظيم الصحافة والاعلام.

وتضم القائمة قوانين تنظيم البحوث الطبية المعروفة بالتجارب السريرية، وتنظيم النقل البرى للركاب، ومكافحة جرائم تقنية المعلومات الذى يتصدى للجرائم الإلكترونية وحماية المواطنين وبه عقوبات رادعة ضد المخالفين، وتعديل قانون الضريبة على الدخل، ورسوم التنمية المالية لموارد الدولة، وقانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم النقابى، وهيئة الرقابة الإدارية، وإعادة الهيكلة والصلح الواقى والافلاس، وحقوق الاشخاص ذوى الاعاقة، وصندوق تكريم أسر الشهداء ومفقودى العمليات الأمنية والإرهابية، وزيادة المعاشات والعلاوة.

هذا فقط فى دور الانعقاد الثالث، فما بالنا أيضًا بما تم من انجاز للقوانين فى دورى الانعقاد الاخرين السابقين؟!.. وهذا هو مجلس النواب المفترى عليه من جانب كل أعداء الوطن وعلى رأسهم جماعة الإخوان.