رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

حينما كتبت مقالة لن أحمل المباخر.. ولكن (1)، في 5 مارس الماضي عن سلوكيات وأساليب إدارية أقرب إلى الفساد من الإهمال، لم أبالغ في الأمر، حيث إن الموضوع يتعدي ذلك بكثير، ويصل لتشويه واجهة مصر في الخارج، من طرف موظفين يتقاضون مرتبات عالية ومُخصصات مالية إضافية، هي في الأصل من جيوب الشعب المصري دافع الضرائب، ومن ميزانية الدولة، في مُقابل واجبات من المُفترض أنها تتمثل فى رعاية مصالح مصر بكُل ما تحمله العبارة من معان، واخترت ألا أتخذ من المُجاملات طريقاً للصمت عن مُخالفات من الضروري ألا تحدُث خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013  التي انطلقت لإعادة بناء الوطن من جديد، وإصلاح ما أفسدته البيروقراطية والإدارات السياسية العقيمة التي أدت الى إهدار أموال مصر.

وفى الـ 25 من الشهر الماضي تحت عنوان : سِرى.. وليس للغاية (2) - كتبت موضحاً حقائق نشرتها صحيفة هولندية واسعة الانتشار كشفت فيها عوارا أصاب مبني سفارتنا في لاهاي عاصمة هولندا السياسية، بسبب إهمال أعمال الصيانة لسنوات، وكذلك تقاعس إدارة السفارة عن دفع قيمة غرامات مالية لمُخالفات مرور سيارات السفارة، ولم أتطرق إلى وجوب عدم حدوث مخالفات مرورية من الأصل، على اعتبار ان قادة السيارات من أعضاء السلك الدبلوماسي والإداري هُم بشر قد يخطئون بسبب عدم معرفتهم بقواعد المرور في هولندا.

أما اليوم فأنا بصدد ذكر ملف ثالث هو: محط أنظار وسائل الاعلام الهولندية، واستياء وزارة الخارجية، والجهاز المسئول عن رعاية المباني الأثرية في مدينة لاهاي، وغضب السُكان جيران المقر السابق لسكن السفير المصري بهولندا في رقم 20 بشارع Surinamestraat في واحد من أرقى الأحياء السكنية في لاهاي.

واحدة من عناوين تحقيق صحفي جاءت على النحو التالي: السفارات في لاهاي تتعفن، وكتبت عن مبني أثري ملك لمصر كان كما ذكرت آنفاً مقرا لسكن السفير المصري، ويستطرد الكاتب الهولندي بقوله، إنه علي وجه الأخص الدبلوماسيين المصريين مهملون الى أبعد الحدود، حيث يقع المبني في واحد من أجمل الشوارع في لاهاي، وأن السكان المحليين يجدون هذا الأمر فظيعًا، حيث الحشرات والفئران أصبحت تجوب المكان، وسط أحراش حديقة المبني الأثرى، التي كانت في الماضي تزينها الزهور والنباتات النادرة.

تجدر الإشارة الى أن هذا المبنى تاريخى بالنسبة لهولندا، مساحته 550 مترا وبه 14 غرفة، حيث تعود ملكيته للكاتب الهولندي Louis Couperus والذى يوجد متحف خاص بمقتنياته، وتقول مُديرة المتحف السيدة Jeannette van Bennekom أنها تشعر بالألم لما وصل اليه حال المبنى من تردٍ وإهمال.

الأسئلة المنطقية هي: لماذا تحتفظ السفارة المصرية بملكية هذا المبنى طالما أنها لا تستخدمه؟ أليس من الأجدي بيعه في هذه الحالة خاصة أن قيمته المالية تتراجع يوما بعد الآخر بسبب تردى حالته، وإذا كان هناك سبب ضرورى للاحتفاظ به، فلماذا لا يتم إعادة ترميمه ؟!.. وأسئلة كثيرة ممكن طرحها في هذا الموضوع، حيث لدينا معلومات عن مفاوضات جرت بين السفارة ومهندس معماري من أجل إجراء ترميمات، وكذلك قيام أحد المصريين المعروفين في هولندا بجلب مشترٍ مقترح يريد دفع قيمة عالية لمعرفته بقيمته التاريخية. وللحديث بقية.

[email protected]