رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

شيء ممتاز أن نشارك هذه السنة بكثافة عالية فى احتفالات ما يُسمى بساعة الأرض.. فهى احتفالات ملأت العالم، وكانت مظاهر الاحتفال بها حديثًا لا ينقطع فى وسائل إعلام الدنيا، ولم يكن من الممكن أن تتخلف مصر عن المشاركة، ولا عن أن تكون فى المقدمة!

وقد نقلت الصحف صورًا للمشاركات التى جرت على أرضنا، ورأينا صورة لمسجد الفتاح العليم فى العاصمة الإدارية، مثلًا، وهو مُضاء بالأنوار كالعادة، ثم رأينا صورة أخرى له، وقد أطفأ أنواره احتفالًا بالمناسبة، التى لم تتخلف دولة بين الدول عن الحفاوة بها، ولا عن المشاركة فيها، ولا عن إظهار علامات تواجدها، واحتفالها ومشاركتها!

وقبل ١٢ عامًا كانت البداية من مدينة سيدنى فى استراليا، وكانت الصندوق العالمى للطبيعة قد أطلق الاحتفال الأول بهذه المناسبة من هناك، ومن يومها ظل يوم الثلاثين من مارس ذكرى سنوية يحتفل بها العالم يومًا للأرض، فنتذكرها فيه، ونقدم خلاله لها ما يشير إلى أننا نتذكرها ونعمل من أجلها!

ومساء السبت الماضى كانت الأنوار تنطفيء لمدة ساعة فى كل مكان، وكان الهدف هو أن يتوقف الناس عن استهلاك الطاقة لساعة واحدة، وأن تكون هذه الساعة فرصة للتقليل من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، التى تؤدى كثرتها عامًا بعد عام إلى تغيرات فى مناخ الأرض لم تكن معتادة من قبل!

ولا نزال فى حاجة هنا إلى تحويل مثل هذه المناسبة المهمة، من احتفالات عالمية تشهدها كل العواصم تقريبًا، إلى ثقافة على مستوانا جميعًا، ثم على مستوى كل مواطن فينا!

فالفكرة فى هذا اليوم العالمى، ليست فى مجرد الاحتفالات التى تعم أماكن، وعواصم، ومنشآت، فى كل ركن من أركان الأرض.. فهذا جانب مظهرى فى نهاية الأمر.. ولكن الفكرة هى فى مضمون هذا اليوم، وفى محتواه، وفى فلسفته التى لا يجب أن تغيب عنا!

وفلسفته هى أن نتعلم منه عامًا بعد عام، أن استهلاك الطاقة بوجه خاص، والاستهلاك بوجه عام، ليس هدفًا فى حد ذاته، ولا هو غاية، ولكنه وسيلة أمام الإنسان للحصول على حاجته بقدر كفايته وفقط!

وإذا كانت الساعة التى انطفأت فيها الأنوار فى المسجد، وفى غير المسجد بامتداد أكثر من محافظة، قد لفتت انتباهنا إلى أن الطاقة ذات أهمية حيوية فى حياتنا، وأن علينا بالتالى أن نستهلكها بحرص، فالمياه فى المقابل لا تزال فى أشد الحاجة منا إلى ممارسة هذا الحرص ونحن نستهلكها على مدار اليوم!

ساعة الأرض كانت تحتفى بالكهرباء، وتريدنا ألا ننسى قيمتها المعاصرة فى حياة كل واحد، وعدم قدرته على الاستغناء عنها، وأظن أن قيمة الماء قديمة ومعاصرة معًا، وهى أجدى بأن يكون احتفالنا بها ٢٤ ساعة فى اليوم، وفى كل يوم.. لا ساعة واحدة من يوم واحد فى السنة!