م.. الآخر
دائماً ما يستشرف اتحاد المصارف العربية المستقبل فيما يخص القضايا المالية والمصرفية، بما يعبر عن رؤية ثاقبة بأهم القضايا التى تشغل العالم والمنطقة العربية فيما يخص المال والأعمال، ولعل عقد منتدى لقيادات إدارة المخاطر فى البنوك العربية لتبادل الخبرات والأفكار حول بازل 4.
يفرض الطريق إلى بازل على البنوك التوجه نحو زيادة رؤوس أموالها، أو الاتجاه نحو الاندماجات لخلق كيانات اقتصادية كبيرة قادرة على التواجد بقوة فى السوق العالمى، ولا شك أن البنوك المركزية وعلى رأسها البنك المركزى المصرى، تقدم خطوات استباقية لمقررات بازل وتقوم بإلزام البنوك بكفاية رأس المال بما يتجاوز متطلبات بازل.
وأصدرت لجنة بازل للرقابة المصرفية (BCBS)، فى ديسمبر 2017 الورقة النهائية التى تتضمن مجموعة من التعديلات الإصلاحية على المناهج المعيارية لقياس وإدارة المخاطر الائتمانية ومخاطر التشغيل والتى تعتبر بمثابة المراجعة النهائية لإتفاقية بازل III، والتى تمهد الطريق لما ينتظر أن يطلق عليه بازل IV. وهذه المراجعات والتعديلات تعتمد على إدارة وقياس مخاطر الائتمان والتشغيل والأسباب الكامنة وراء هذه التعديلات، وتقليص الفجوة بين المناهج المعيارية والمناهج الداخلية، خاصة أن اللجنة انتهت من التعديلات النهائية على مناهج احتساب مخاطر السوق فى يناير 2019 ويتوقع أن تدخل هذه التعديلات حيز التنفيذ بحلول الأول من يناير2022.
فعلى مدى ثلاثة أيام ناقش المنتدى التعديلات وسياسات وإجراءات قياس المخاطر ومتابعتها وتحديد المتطلبات الأساسية للمصارف للتجهيز لتنفيذها وقياس مدى كفاية رأس المال ونظم المعلومات وتوافر الموارد البشرية والخبرات الملائمة لهذه التعديلات، مستهدفا الارتقاء بإدارة المخاطر إلى المستويات التى تحاكى المعايير والممارسات الدولية المعروفة والمعتمدة على الصعيدين العملى والنظرى، وزيادة الوعى لدى القطاع المصرفى والمالى وقطاع الشركات فى العالم العربى حول أهمية تبنى وتطبيق أحدث تقنيات وأساليب إدارة المخاطر المعروفة دوليا.
وعقد اللقاء وسط تفاعل من قيادات إدارة المخاطر، وتم تنظيمه باحترافية من قبل الشيخ محمد جراح الصباح رئيس مجلس الإدارة وسام فتوح الأمين العام وهانى على المدير الإقليمى لاتحاد المصارف العربية، وفريق عمل متميز يضم: نورا الجزائرلى من لبنان، وعمر أحمد، ومحمد عمر.