رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

السيدة جاسيندا أرديرن  التى خطفت العالم كله خلف تصريحاتها والإجراءات التى اتخذتها فى مواجهة المذبحة العنصرية الكارثية التى وقعت فى كرايست تشيرش  بنيوزيلندا وراح ضحيتها 50 شهيدا من المواطنين النيوزيلنديين المسلمين  - كان من أبرز تصريحاتها ـ وكثير من الضحايا هم من أعضاء جالياتنا المهاجرة ونيوزيلندا هى موطنهم، وهم نحن - وكذا  تصريحها أننى لم ولن اذكر اسم القاتل  حتى لا أعطيه وجودا بأى صورة -  وفى اعقاب الجنازة قالت:  أعجز عن التعبير عن مدى شعورى بالإحباط لمجيء عائلة إلى هنا طلباً للجوء ولملاذ آمن. كان يجب ان يكونوا آمنين هنا - وذلك تضامنا مع السورى خالد مصطفى الذى قتل ونجله فى المذبحة الاخيرة، وكان خالد قد وصل الى نيوزيلندا من عام مضى هربا من الحرب فى سوريا!

< لفتت="" رئيسة="" الوزراء ="" أرديرن="" -="" 39="" سنة="" -="" الأنظار ="" بإجراءاتها="" الحاسمة="" بالتوجه="" نحو="" تعديل="" قانون="" حيازة="" السلاح="" فى="" بلادها ="" بتلبية="" كافة="" مطالب="" المتضررين ="" من ="" مقبرة="" جماعية ="" وإحاطة="" المساجد="" بحماية="" أمنية ="" وإعادة="" تجديد="" المسجدين="" المضارين="" فى="" 72="" ساعة ="" وإعادة="" فتحهما="" للصلاة ="" فضلا="" عن="" التصرفات="" الشخصية="" والمشاركة="" الانسانية="" اللافتة="" لها="" فى="" حضور="" الجنازة="" والصلاة="" وتغطية="" رأسها="" بالحجاب="" ـ="" وإذا="" أكد="" الجميع="" فى="" مختلف="" انحاء="" العالم ="" على="" عبور ="" السيدة="" أرديرن ="" الأزمة="" العاصفة="" طبقا="" لحسمها="" وبداهتها="" وحضورها، ="" فضلا="" عن="" ثقافة="" المشاركة ="" والحرص="" الواعى="" على="" لحمة="" الوطن="" الواحد="" لدى="" جموع="" واسعة="" من="" الشعب="" النيوزيلندى="" -="" إلا="" أن="" المدهش="" هو="" تلك="" النقاشات="" والمشاحنات="" التى="" شبت="" لدينا="" نحن="" فى="" مصر="" على="" خلفية="" تلك="" الواقعة="" المهمة، ="" وقد="" أبرزت="" تلك="" المشاحنات ="" ما="" وصلت="" اليه="" الامور="">

< لم="" يرض="" المنضوون="" لتيارات="" الاخوان="" او="" تيار ="" الدين="" السياسى،="" عن="" تلك="" الانعكاسات="" المبهرة="" التى="" أحدثتها ="" رئيسة="" الوزراء="" أرديرن ="" واعتبروها ="" محسوبة="" لصالح="" نموذج="" الدولة="" المدنية، ="" ولذا ="" سارعوا="" الى="" إصدار="" البوستات ="" الموضحة="" للدور ="" القاتل="" لنيوزيلندا="" كدولة ="" حال="" كونها="" متحالفة="" مع="" انجلترا="" وأمريكا="" فى="" هجماتها="" على="" العراق="" وافغانستان، ="" وانها="" مشاركة="" فى="" قتل ="" العراقيين="" حتى="" لو="" كانت="" مشاركة="" نيوزيلندا="">

وهكذا انقلبت المسألة الى الدخول فى متاهات  الدول المشاركة فى  التشكيلات العسكرية المشتركة  وذلك للوصول للهدف النهائى  وهو انتصار الكراهية والتعصب وديمومة القتل  على الهوية دائما  وليس هذا بغريب على ابناء  تيار الدين السياسى  وهم يبثون روح الكراهية نحو مواطنيهم فى البلد الواحد المختلفين معهم  ويستبيحون الاعتداء ببساطة عليهم. فليس غريبا ان يستبيحوا أى نموذج او فكرة  مضادة  لما يدعون له وهذا يأتى على استقامة ما صرح به  أردوغان  من إصراره على محاكمة القاتل  وتذكيره الأستراليين - جنسية القاتل أسترالى  - بمعركة جاليبولى  التى انتصر فيها الأتراك بزعامة أتاتورك وشارك فيها جنود أستراليون!

*** وباعتبار أن الجهل  هو الأصل، أطلق تيار الدين السياسى ما قال حول مشاركة نيوزيلندا فى حروب على المستضعفين، ولكن نيوزيلندا جزيرة فى آخر العالم  يسكنها  البولينزيون وهم اقوام يعيشون على البحر من جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادى واستوطنوا بها مع بدايات العام 1000 ولعل أول أوروبى وصل كان الهولندى أبل تسمان فى 1640  أما جيمس كوك الإنجليزى فقد استوطنها فى1770  وأعلنها مستعمرة إنجليزية.

 دارت مفاوضات  بين السكان الأصليين  والمستوطنين الجدد، وتزايدت هجراتهم الى ان وصلوا الى إعلان نيوزيلندا دولة من الدومينيون التابعة للكومنولث فى 1907 وقد شاركت قوات من نيوزيلندا  طبقا لهذا فى الحرب العالمية الأولى والثانية فى جاليبولى والعلمين  وكذا فى الحرب الكورية طبقا للمعاهدات والمصالح التاريخية والتجارية المشتركة، أما فى حرب العراق فقد شاركت نيوزيلندا بفرقة سلاح المهندسين فى عملية إعادة الإعمار فى 2009 ولا تسمح نيوزيلندا  بمرور السفن النووية الى شواطئها وقواتها المسلحة محدودة  ومر بها رئيستا وزراء من قبل  وهى أول دولة فى العالم  منحت المرأة حق التصويت فى 1893 أما أردوغان فمن المدهش ألا يستحى انصاره فى مصر من مؤيدى تيار الدين السياسى والرجل يخلط الأمور. فها هو يستعين بأمجاد أتاتورك فى جاليبولى  لمنع وصول الحلفاء لمضيق الدردنيل. فلماذا يذكرون الآن أتاتورك  الذى يلعنونه صباح مساء  ولكنها البراجماتية  المسوقة لكل شىء!! يبقى جنون الاستدعاءات التاريخية  فاعلا  وهذا كله يستدعى نقاشا وحوارا مستمرا لفضح الأكاذيب وبيان الفحش فى استمرار حملات الكراهية والتعصب.