تسلل
لا أعرف إلى متى سيظل الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف» يختار حكاماً لإدارة مباريات مصيرية وحساسة دون المستوى فى بطولتى أبطال الدورى والكونفدرالية، ما ينذر بخروج فرق من العيار الثقيل من إحدى البطولتين، بسبب خطأ لحكم غير مدرك لفداحة قراره وتوابعه على الأندية وما يعقبه من توجه بعدم المشاركة فى بطولات الاتحاد الإفريقى نتاج خروج مبكر بفعل فاعل!
رغم أن ابتعاد بعض أندية «القمة» يؤثر سلباً على البطولتين مثل الأهلى والزمالك على سبيل المثال فى مصر بحكم شعبيتهما على المستوى الافريقى والعالمى وتواجدهما فى البطولتين يضفى عليهما القوة والإثارة وانعكاس ذلك على موارد «الكاف» المالية والمعنوية والجماهيرية وخلافه.
ورغم أن الحكم السنغالى «ماجيتى نداي» له مواقف سلبية سابقة مع بعض الأندية المصرية ومنها المصري فى لقاء الأخير مع اتحاد العاصمة بالكونفدرالية الموسم الماضي، ولعب هذا الحكم دوراً فى خسارة بطل مصر وقتها ولم تجد شكوى النادى المصرى أذناً صاغية.
وفى لقاء الزمالك الأحد الماضى أمام شقيقه نصر حسين داى الجزائري جاءت قرارات الحكم السنغالى ومساعديه الكاميرونى الفيس جوى نيجوجو والبوركينى ساديو تياما، متضاربة وتصب فى صالح نصر حسين، رغم أن أى خطأ غير محسوب كان سيكلف الزمالك الكثير والخروج المبكر من البطولة الإفريقية، بعد مشوار طويل من الكفاح فى البطولة بدءاً من الدور التمهيدى مروراً بدور المجموعات.
وضح منذ البداية تضارب قرارات الحكام «الثلاثي» خاصة فى الشوط الثانى واحتساب أخطاء عكسية بشكل مستفز، وكان أكثر المواقف التى تندرج تحت «طرائف وعجائب» فى منتصف الشوط الثانى وبالقرب من خط التماس، لاعب نصر حسين يمسك بالعضلة الضامة ويسقط أرضا دون أى لمس أو احتكاك من لاعبى الزمالك، حيث وضح وجود شد فى العضلة الضامة للاعب الجزائر، وزاوية الرؤية أكثر وضوحاً للمساعد وحكم الميدان، والأول يشير برايته، والثانى بإطلاق صافرته بخطأ على لاعب الزمالك فى شكل تراجيدى!
وتوالت الأخطاء من الثلاثى خاصة «نداى» بنفس الشكل تقريباً لدرجة جعلت جماهير الزمالك تضع يدها على قلبها فى الدقائق الأخيرة وهى تتابع اللقاء، خوفاً من إهداء الأشقاء ركلة جزاء فى وقت قاتل تؤهل مستحق على غير مستحِق!
ويقينى أن لاعبى الزمالك استشعروا نية الحكم ومساعديه فبدأوا فى التطفيش والحذر الشديد فى الكرات المشتركة خاصة داخل منطقة الجزاء أو بالقرب منها حتى تنفس الجميع الصعداء مع صافرة نداى معلنا نهاية اللقاء.
المواجهات المقبلة فى البطولتين «دور الثمانية وحتى النهائي» ستكون حساسة مع خروج المغلوب بمجموع مباراتي «ذهاب وعودة» وهو ما يتطلب الاختيار الجيد لحكام المباريات، حيث كانت هناك أخطاء شعر بها الجميع فى الأدوار الأولى للبطولتين وكان رد البعض بأن الكاف يضطر لإعطاء فرصة للحكام الحاصلين على الشارة الدولية حديثاً فى هذه الأدوار لصعوبة إسناد مباريات لهم فى الأدوار الأكثر أهمية ولكن ما حدث فى لقاء أول أمس يكشف بأن سيناريو الأخطاء سيتواصل حتى النهاية!