رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علشانك يا مصر

 

ارفع إصبع السبابة موحِّداً ولا تخش أحداً أبداً، ارفعه ونحن معكَ موحدون مُدركونَ بأنَّ الله مُطَّلِعٌ على هذا الكون بما فيه، على سفك الدماء وعلى أفعال الظالمين.

احفظوا مشاهد مذبحة مسجدى نيوزيلاندا؛ أضيفوها لمشاهد القتلى في الحرم الإبراهيمي  ومذبحة المصلين فى مسجد الروضة بسيناء وفِي غيرها.. تذكروها جيداً كلَّما خرجَ علينا أحد ليقول إن الإرهاب نتاج المساجد ومراكز الدين وكليات الشريعة، تذكروا جيداً هذه المشاهد أمام مقالهم واعلموا أن الإرهاب صنعة مَن أراد أن يحتلّ العالم مؤخراً.. الإرهاب  لا دين له.

آن الأوان أن يكف الناس شرقاً وغرباً عن ترديد أكذوبة الإرهاب الإسلامى. هذا ما قاله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

وقال شيخ الأزهر: «إنني أتساءل: ماذا تعني كلمة «التطرف اليميني؟ ولماذا يدفع المسلمون وحدَهم ثمنَ ما يُسمَّى بـ(التطرف اليميني) وما يُسمونه بالتطرف الإسلامي من دمائهم وشعوبهم وأراضيهم؟ أما آنَ الأوان أن يكفَّ الناس شرقًا وغربًا عن ترديد أكذوبة: الإرهاب الإسلامي؟».

وقال فضيلته: تابعت ببالغ الألم وعميق الحزن أنباء الهجوم الإرهابي الذي استهدف المُصلِّين الآمنين في مسجدين بمدينة «كرايست تشيرش» النيوزيلاندية، أثناء أداء صلاة ظهر الجمعة، ما أسفر عن استشهاد نحو 50 شخصًا وإصابة عدد مماثل، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في مذبحة مروعة يجب أن تهتز لها مشاعر وقلوب كل ذوي الضمائر الحيَّة في أنحاء العالم؛ لما فيها من انتهاكٍ لحُرمة الدماء المعصومة، وسفك لأرواح بريئة طاهرة كانت تتضرَّعُ لربها في خشوعٍ واطمئنان.

وقال الدكتور الإمام الأكبر إن تلك المذبحة «الإرهابية الشنيعة»، التي حرص مُنفذوها على تصويرها وبثِّها على الهواء للعالم كله، لا تختلف كثيرًا عن مشاهد قطع الرقاب المُروِّعة التي ارتكبتها عصاباتُ داعش الإجراميَّة، فهما فرعان لشجرةٍ واحدة، رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرُّف، ونزَعت من قلوب أصحابها مشاعرَ الرحمة والتسامح والإنسانيَّة، بل ما كان لهما أن يتوحَّشا بهذا الشكل المُرعِب لولا حسابات سياسيَّة وعنصريَّة ضيِّقة، غضَّت الطرف عن جرائمهما، وسمحت لهما بالانتشار والتوحُّش.

وأضاف قائلاً: يجب على الذين دأبوا على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين يتوقَّفون عن ترديد هذه الأكذوبة بعد أن ثبت لكلِّ مُنصف مُتجرِّد من الغرَض والهوى أنَّ حادثة اليوم، بكل ما خلَّفته من آلام شديدة القسوة، لم يكن من ورائها عقل منتمٍ للإسلام ولا للمسلمين، وإنَّما وراءها عقل بربري وهمجي متوحش، لا نعرف ما هي دوافعه وعقيدته المنحرفة التي أوحت له بهذه الجريمة النكراء.

وقال: «غير أنَّنا - نحن المسلمين- رغم فاجعتنا التي فتَّتت أكبادَنا لا نستطيع أن نقول كلمة واحدة تدين المسيحيَّة والمسيح - عليه السلام- والتي قد يدَّعي الإيمانَ بها هذا القاتلُ الأثيم؛ لإيماننا بالفرق الهائل بين الأديان وسماحتها، وبين المتلاعبين بها من تجَّار السياسة وتجَّار السلاح، ولسنا نفهم الفرق بين إرهاب يرتكبُه مُنتمٍ للإسلام فيُضاف على الفور إلى الإسلام والمسلمين، وبين إرهاب يرتكبه مُنتمٍ إلى أي دين آخر فيُوصف فورًا بأنه متطرف يميني، كما أننا لا نفهم كيف لا يوصف هذا الهجوم بأنه إرهاب ويقال: إنه جريمة».

وقال فضيلته إن ظاهرة الإسلاموفوبيا وتيَّارات العداء العنصري للأجانب والمُهاجرين في الغرب لم تحظَ حتى الآن بالاهتمام الكافي، رغم خُطورتها وتحوُّلها في كثيرٍ من الحالات لأعمالِ عُنفٍ وكراهيةٍ مَقِيتة، وهو ما يستوجبُ سرعة التحرُّك الفاعل لتجريمها ومُحاصرتها ورفع أيّ غطاءٍ سياسيٍّ أو دينيٍّ عن أصحابها، مع بذل مزيد من الجهد لتعزيز قيمِ التسامح والتعايش والاندماج الإيجابي القائم على المساواة في الحقوق والواجبات، واحترام الخصوصية الدينيَّة والثقافيَّة.

وأكد الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر، أنه من المهم في هذه اللحظات المؤلمة أن نتذكَّر ما نصَّت عليه «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي وقَّعها الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان في فبراير الماضي، من تأكيد على ضرورة «التحلِّي بالأخلاقِ والتَّمسُّكِ بالتعاليمِ الدِّينيَّةِ القَوِيمةِ لمُواجَهةِ النَّزعاتِ الفرديَّةِ والأنانيَّةِ والصِّدامِيَّةِ، والتَّطرُّفِ والتعصُّبِ الأعمى بكُلِّ أشكالِه وصُوَرِه»، وتشديدها على أنَّ «الإرهابَ البَغِيضَ الذي يُهدِّدُ أمنَ الناسِ، سَواءٌ في الشَّرْقِ أو الغَرْبِ، وفي الشَّمالِ والجَنوبِ، ويُلاحِقُهم بالفَزَعِ والرُّعْبِ وتَرَقُّبِ الأَسْوَأِ، ليس نِتاجًا للدِّين - حتى وإنْ رَفَعَ الإرهابيُّون لافتاتِه ولَبِسُوا شاراتِه- بل هو نتيجةٌ لتَراكُمات الفُهُومِ الخاطئةِ لنُصُوصِ الأديانِ وسِياساتِ الجُوعِ والفَقْرِ والظُّلْمِ والبَطْشِ والتَّعالِي».

لقد جاء بيان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، بأحرف من نور وأعتبرها وثيقة من الأزهر الشريف لإدانة كافة أنواع العنف والإرهاب، وأن الأديان السماوية بريئة من أفعال بعض البشر المُضلين والمضللين، وعلى العالم كله أن يتوحد ضد الإرهاب والإرهابيين، ونهاية أن الإرهاب لا دين له.. وعلى العالم كله الاتفاق لمواجهة هذه الظاهرة الكافرة.

 

Facebook.com/mehawed