رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

المفاجأة الحقيقية التى وقعت على الساحة الفلسطينية قبل ثلاثة أيام، ليست أن الرئيس محمود عباس كلف القيادى الفلسطينى محمد أشتية، بتشكيل حكومة جديدة، خلفًا لحكومة رامى الحدالله التى قدمت استقالتها، فالاسم الذى اختاره أبومازن قد يكون مفاجأة فى حد ذاته، رغم أنه كان وزيرًا من قبل.. ولكن المفاجأة الأكبر هى فى العبارة التى وصفت بها حركة حماس فى قطاع غزة على حدودنا الشرقية هذه الحكومة الجديدة!

لقد وصف فوزى برهوم، المتحدث باسم الحركة، حكومة أشتية التى لم تتشكل بعد، بعبارات كثيرة تكشف عن حجم الفجوة بين الفريقين الفلسطينيين.. فريق الضفة وفريق غزة.. ولكن عبارة واحدة تظل هى الأقوى تعبيرًا عن عمق الفجوة!

العبارة هى أن الحكومة الجديدة: حكومة انفصالية!

هكذا وصفها برهوم.. وبالطبع فهناك عبارات أخرى ليست أقل قسوة، من نوع أن هذه الحكومة هروب من استحقاقات المصالحة، ومن نوع أنها حكومة تشير إلى سلوك اقصائى من جانب الرئيس عباس، ومن نوع أنها حكومة تقف فى طريق تحقيق الوحدة بين الضفة وبين القطاع، وأنها.. وأنها.. ولكن وصفها بأنها انفصالية معناه العودة مباشرةً بالقضية الفلسطينية كلها إلى مربعها الأول.. هذا بافتراض أن جهودًا جرى بذلها على مدى الفترة الماضية من جانب أطراف عديدة، ومن جانب مصر بالذات، قد أخرجتها ولو قليلًا من هذا المربع!

إننى لا أكاد أصدق أن هذا هو رأى الحمساويين فى هذه الحكومة الجديدة، ولكن الذى أصدقه أن عبارة كهذه تقول إن حل القضية ليس فى واشنطن التى يصفها الفلسطينيون هذه الأيام بأنها وسيط غير نزيه، وهو وصف صحيح إلى حد بعيد.. ولا الحل موجود فى تل أبيب التى يصفها الفلسطينيون بأنها متعنتة أمام كل فرصة لأى حل، وهو كذلك وصف دقيق إلى مدى بعيد أيضًا.. ولا الحل موجود حتى فى أى عاصمة عربية تحاول قدر جهدها المساعدة بما تستطيع!

الحل الحقيقى ليس موجودًا ولا متاحًا فى كل هذه الأماكن، ولكنه متاح وموجود فى الضفة الغربية، حيث تتشكل حكومة أشتية الجديدة حاليًا، وموجود ومتاح بالدرجة نفسها فى غزة، حيث تعيش حماس منذ انقلابها على السلطة القائمة فى الضفة!

واشنطن قد تساعد باعتبارها الوسيط، سواء كان نزيهًا أو غير نزيه، وأيًا كان مقدار نزاهته.. وتل أبيب قد تقدم شيئًا بوصفها الطرف الثانى فى أى تسوية.. والقاهرة قدمت الكثير ولا تزال تقدم.. ولكن هذه الأطراف كلها لن تستطيع ضمان حل، ما لم يقتنع به ويتفق عليه الطرفان فى غزة وفى الضفة!

والواضح من العبارة إياها أن ما بينهما سراب، وأنهما مدعوان إلى العبور من مرحلة السراب فى العلاقة إلى مرحلة الحقيقة الماثلة على الأرض!