رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

 

تسمحيلى أقبل يدك.. تسمحيلى أقبل قدمك.. أنتى لا تعرفينى، ولكنى أعرفك، أنتى شهيدة لقمة العيش، شاهدتك، وشاهدك العالم كله، وأنتى تحملين نفس الأكياس التى كأنتى تحملهم «حلاوتهم» سيدة الدرب الأحمر، أيوة إنتى، أيوة أنتى، الست الشقيانة، أنتى الأم العظيمة، أنتى أمى اللى ماتت، أنتى فاطمة، أنتى امال، شادية، رباب، عفاف، زينب، ما يهمنيش اسمك، صدقينى قلبى إتوجع، صدقينى مُت قبلك، وأنا بشوف قطرالإهمال بيحصلك، كنتى شايلة الكياس، كنتى شايلة الخير، عمرك ما شيلتى الشر.

ما يهمنيش اسمك، أنتى حاضرة دايماً، أنتى الأم المصرية الشقيانة، المكافحة، المناضلة، أنتى اللى ربيتى الشهيد اللى بيدافع عن وطنه، ويقولك فى وصيته «إن مت يا أمى ماتبكيش.. راح أموت علشان بلدى تعيش»، أنتى اللى بتتكرمى اليوم فى يوم الشهيد، وبتقولى كل ولادى فداءً لمصر، أنتى اللى القدر جعلك تاخدى الضربة الأولى فى حادثة القطار، علشان تكشفى الفساد اللى عشش ٤٠ سنة وأكتر فى السكة الحديد، أنتى اللى علمتى ولادك ازاى يعشقوا تراب مصر، أنتى اللى علمتيهم أن يوم الشهيد هو ٩ مارس ١٩٦٩، يوم استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس اركان حرب القوات المسلحة اللى وقف بصدره علشان يحمى مصر وسط ولادك الضباط والجنود، أنتى اللى علمتى وربيتى المنسى، وخالد دبابة، ورامى عاشور، وابوغزالة، وغيرهم من زملائهم رجال الشرطة اللى ضحوا بأجسادهم علشان مصر تعيش.

أفرحك، وأقولك إن العالم كله اليوم وأمس بيحتفل بيكى، وكفاحك، وتضحياتك، وإن مصرنا الغالية بدأت ترجعلك حقك الضائع فى التمثيل النيابى، والاجتماعى، وبتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لا تمر مناسبة إلا ويقوم بتكريمك وتقبيل رأسك، أفرحك وأقولك إن مصر كلها بعد أيام هتكرمك فى عيد الأم، كأم مثالية، وأقترح أن يكون هذا العام هو «عام الأم» التى شقت، وربت، وكافحت، وضحت من أجل أن تبقى مصر.

هأقولك حالاً مين إنتى، أنتى أمى حبيبتى، أنتى كل أم مصرية استطاعت على مر السنين أن تعطينا دروساً فى الحب، والوفاء، والتضحية، سواء كأنتى ربة منزل، أو امرأة عاملة، هأقولك أنتى مين وأفكرك بيوم ٩ مارس فى ثورة ١٩١٩، لما خرجتى من المدرسة، والبيت، والعمل، ووقفتى بصدرك أمام رصاص الإنجليز، لتقولى بأعلى صوت «نموت..نموت، وتحيا مصر» و«يحيا الهلال مع الصليب»، واستكملتى نضالك فى ثورتى ٢٥ يناير، و٣٠ يونيه، لتؤرخى أنتى وكل أم مصرية تاريخاً ناصع البياض للأم المصرية عندما تستشعر الخطر القادم على مصر، سيدتى، صدقتى أنى عارفك، عرفتى ليه، مايهمنيش اسمك!