عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

تشهد الأسواق خلال الفترة الحالية وفرة كبيرة فى الفاكهة خاصة البرتقال واليوسفى والموز، حتى إن سعر الأخير ثابت منذ ثلاثة شهور عند خمسة جنيهات تقريبا, فكم يكون سعره لدى المزارع على الأرض؟ الغريب أن السلع الغذائية وعلى سبيل المثال الفول الذى لا يخلو بيت من بيوت المصريين متوسطى الحال منه، مساء أو صباحا، وصل سعر الكيلو إلى ثلاثين جنيهاً بينما كان العام الماضى عشرة جنيهات.. وحينما استغربنا الأمر ردت وزارة الزراعة بأن القسم الأكبر من استهلاكنا يتم استيراده من الخارج وبصفة خاصة أستراليا التى تعرضت لموجة جفاف غير مسبوقة أدت لتراجع المحصول لديها وبالتالى الكمية التى تصدرها.

سلعة غذائية أخرى مثل العدس طعام الفقير فيما مضى وصل سعر الكيلو 18 جنيهاً وهو ما يمثل ضعف سعره منذ عام وكذلك الأرز ارتفع سعره الضعف بسبب خفض المساحة المزروعة لترشيد استهلاك المياه بسبب سد النهضة وهو ما يعيدنا إلى ما هى السياسة الزراعية التى تتبناها وزارة الزراعة؟ تخفض مساحة الأرز وفى ذات الوقت نجد هذا الكم الهائل من إنتاج الموز الذى يستهلك كميات أضخم من المياه فى زراعتة؟ فهل حققنا الترشيد؟

ومنذ أسابيع احتفت وزارة الزراعة ببلوغ ما تم تصديره من المنتجات الغذائية للخارج لنحو 502 مليون طن لأول مرة وهى معظمها عبارة عن موالح وبطاطس وبصل وفراولة وعنب وجوافة.. بالطبع هذا كان مجهود العام الماضى لأن إنتاج البطاطس هذا العام انخفض كثيرا بسبب ارتفاع أسعار التقاوى المستوردة. وتقلصت المساحات المزروعة، فهل فكر مسئولو الزراعة فى استنباط تقاوى من مركز البحوث الزراعية الذى يشمل 17 مركزاً بحثياً تجاور مبنى وزارة الزراعة العتيد أو المراكز الأخرى بكليات الزرعة؟

المنتجات الزراعية المصدرة هى مجهود شركات ومستثمرين فى أراض مستصلحة يقتصر دور وزارة الزراعة فيها على مراقبة مدى مطابقتها للمواصفات العالمية كى لا تسىء لسمعة المنتج المصرى. حيث يتم فحص الشحنات قبل تصديرها ولكن الوادى القديم لماذا لا يتم البدء فى الاهتمام به لرفع إنتاجيته ونخفض فاتورة الاستيراد التى بلغت العام الماضى طبقا لبيان وزارة المالية 22707 مليار جنيه سلعاً غذائية منها القمح الذى استوردنا منه العام الماضى بـ42 ملياراً و350 مليون جنيه، ودقيق وذرة وحبوب شوفان بـ60 مليارا و293 مليون جنيه. وبقوليات 6 مليارات جنيه.

يمكن للإنسان البسيط الاستغناء عن الفاكهة واللحوم وحتى الأسماك ولكن لا يمكن أن نحرمه من طبق الفول أو الكشرى الذى طالهما الغلاء ولا نعرف كيف يفكر وزير الزراعة هل هو مهموم بخفض فاتورة الاستيراد وزيادة إنتاجيتنا من المحاصيل التقليدية؟ وكيف؟ ففى بداية كل موسم نفاجأ بأزمة، ففى سبتمبر الماضى شهدنا أزمة الطماطم بسبب الشتلات الموبوءة التى تم استيرادها، وفى أكتوبر أزمة البطاطس وندرتها فى الأسواق والآن زيادة أسعار الدواجن بسبب الأمصال الفاسدة، فهل هناك طريقة آمنة للحصول على تقاوى وأمصال آمنة من وزارة الزراعة أم ذلك أمر صعب على أول شعب عرف الحضارة وله تاريخ عظيم مع الزراعة.. كان يطلق عليه قديما سلة غذاء العالم.

[email protected]