رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

جاء حفل جوائز الأوسكار فى دورته الحادية والتسعين مختلفا عن الدورات السابقة فى العديد من النواحى. فأولا شعر المصريون لأول مرة بأن لهم نصيبا هذا العام فى جوائز الأوسكار بحصول رامى مالك الأمريكى من أصل مصرى على أوسكار أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «بوهيميان رابسودى» أى الملحمة البوهيمية والذى جسد فيه شخصية نجم فرقة كوين المغنى والملحن فريدى ميركورى بكل ما تنطوى عليه من تعقيد وثراء. وكان النجم عمر الشريف قد سبق مالك كأول مصرى يترشح لنيل أوسكار التمثيل، ولكنه رغم ما حققه من نجاح وشهرة لم يحصل على الأوسكار. وفوز مالك بالأوسكار وهو شاب فى السابعة والثلاثين من عمره يتيح له المزيد من فرص النجاح والتألق فى المستقبل.

وكان أوسكار هذا العام مختلفا، حيث جرى تقديم فقرات الحفل بدون مقدم فى سابقة لم تحدث منذ حوالى ثلاثين عاما وبعد ان اعتاد الجميع على وجود مقدم للحفل من بين نجوم الكوميديا المشهورين بخفة الظل والقادرين على اشاعة البهجة وانتزاع ضحكات الجماهير. وكان من المقرر ان يقدم حفل هذا العام النجم الكوميدى كيفن هارت الا انه اعتذر عن تقديم الحفل فى موعد رأت إدارة الأوسكار ان توقيته لا يتيح الفرصة لإسناد العمل إلى نجم اخر، رغم ان الفترة المتبقية كانت تزيد على ثلاثة اشهر، ولكن هكذا تجرى حسابات الزمن واتاحة الوقت للتحضير فى العالم المتقدم حيث لامجال «للافتكاس».

ويمكن اعتبار دورة أوسكار هذا العام مختلفة باعتبارها دورة مصالحة الفنانين أصحاب البشرة السمراء الذين كانوا يشكون من اهمال الأوسكار لهم لفترات طويلة. فقد حصلوا فى دورة هذا العام على نصف الجوائز المخصصة للممثلين، كما فازت بالجوائز الهامة وبينها جائزة أحسن فيلم الأعمال التى توصف بالإنسانية والتى تناقش قضايا الحرية والمساواة والعدل والكرامة.

ومن أبرز الأفلام التى كانت تنافس على جوائز هذا العام فيلم روما للمخرج المكسيكى الفونسو كوران وتدور أحداثه فى حى روما بالمكسيك ويتناول فصولا من حياته الشخصية ومعاناته فى طفولته هو وأقاربه بسبب فقرهم. وكان فيلم روما ينافس على عشر من جوائز الأوسكار وتمكن من اقتناص ثلاث منها هى جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وأفضل تصوير وأفضل اخراج. وقد جاء فوز روما بأوسكار أحسن فيلم أجنبى على حساب الفيلم اللبنانى «كفر ناحوم» للمخرجة المتميزة نادين لبكى والتى يكفيها فخرًا وصول فيلمها إلى المرحلة الاخيرة من المنافسة على جوائز الأوسكار، أما الفيلم الفائز بجائزة أحسن فيلم «كتاب أخضر» فيتناول قضية العنصرية التى كانت سائدة فى المجتمع الأمريكى حتى الستينيات من القرن العشرين، والتى مازالت آثارها تهز أركان المجتمع الأمريكى حتى يومنا هذا. وقد تفوق النجم «ماهر شالا على» فى دور الموسيقار الأمريكى من أصول افريقية الذى يعانى من التفرقة العنصرية فاستحق الفوز بالأوسكار الثانية له.

وعودة إلى رامى مالك الذى قال فى كلمته بعد الحصول على الأوسكار انه ابن مهاجرين جاءا من مصر وانه أمريكى من الجيل الأول وانه خلال سنوات طفولته كان يصارع من أجل تحديد هويته، وقال إن فصلاً جديدًا من قصة حياته يكتب فى ليلة حصوله على الأوسكار. إن الآلاف من أبناء وأحفاد المهاجرين المصريين يمرون بنفس الظروف التى مر بها رامى مالك، وهم يجاهدون من أجل تحديد هوياتهم. وكم يسعدهم ان يعلموا ان مصر الوطن الأم تساندهم فى كل خطواتهم حتى يحققوا طموحاتهم فى اراضى المهجر، وهم فى المقابل سيكونون خير رسل لها فى العالم الجديد.