رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

نواصل الحديث عن الفلاسفة العظام الذين غيروا التاريخ على وجه الأرض، ومن هؤلاء ابن الفرضى، وهو أبوالوليد عبدالله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدى المعروف بابن الفرضى، المقتول فى فتنة البربر سنة 403 هـ فى كتابه «تاريخ العلماء ورواة العلم بالأندلس»، فقد ذكر مصادره فى مقدمة كتبه، وأسانيده إليها، وأذكر منها، تاريخ أحمد بن محمد بن عبدالبر، تاريخ المصريين لأبى سعيد عبدالرحمن بن أحمد بن يونس المصرى، وخالد بن سعد، ومحمد بن حارث الخشنى فى أخبار الفقهاء والمحدثين، ومحمد بن أحمد بن مفرج أبوبكر الرازى ملوك الأندلس والحكم المستنصر، والزبيدى الأندلسى صاحب طبقات النحويين، وغيرهم، تجدهم فى مقدمة كتابه.

ويقول حمد بن صالح السحيبانى: ويعد كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس لمؤلفه الحافظ ابن الفرضى من كتب الرجال التى تحدثت عن علماء بلد معين فى فترة محددة، حيث عُنى هذا الكتاب بنخبة من علماء المجتمع الإسلامى بالأندلس منذ أن دخلها الإسلام وحتى نهاية القرن الرابع الهجرى، وبالرغم من كون هذا الكتاب يمثل المحاولة الأولى لهذا النمط من الكتابة التاريخية بالأندلس إلا أنه جاء ضافياً ومهماً فى موضوعه، ولهذا عد الدكتور حسين مؤنس ابن الفرضى شيخ أصحاب معاجم التراجم الأندلسية ومقرر أصول هذا الفن الذى اتصل فى الأندلس والمغرب بعد ذلك قروناً طويلة، كما عده المستشرق الإسبانى أنخيل خنثالث بالنثيا أقدم معجم رجال بين أيدينا، وقد لقى هذا الكتاب قبولاً عند عدد من مؤرخى وكتاب الأندلس كالحميدى، وابن عميرة، وغيرهما، وغير الأندلسيين كالذهبى، ولعل هذا التميز الذى حظى به هذا الكتاب وتلك المنزلة العالية التى تبوأها من الأسباب القوية التى جعلت شيخ مؤرخى الأندلس أبومروان بن حيان.

ويقول عن مؤلفه ابن الفرضى: «لم ير مثله بقرطبة فى سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال».

ولا شك أن هذا القبول الذى لقيه هذا الكتاب يرجع لعدد من عوامل النجاح كان من أهمها أن مؤلفه اتكأ على قاعدة مهمة من مصادر المعلومات حين تدوينه لمادته العلمية حيث تعددت وتنوعت هذه القاعدة ما أضفى على الكتاب عدداً من السمات العلمية الجيدة كالعمق، والدقة، وسعة الاطلاع، مع الشمولية، والإحاطة بالجزئيات الصغيرة التى تهم أولئك العلماء. وهكذا أصبحت مصادر ابن الفرضى فى هذا الكتاب وموارده من الموضوعات المهمة والجديرة بالوقوف عندها للتعريف بها والتعرف على أنواعها، ومعرفة منهج ابن الفرضى فى التعامل معها، ومدى ما وفرته للمؤلف من مادة علمية خصبة أثرت الكتاب وجعلت المؤلف يتحرك أثناء تأليفه باتجاهات متعددة، وهذا ما سوف تحاول هذه الدراسة- بعون الله- بيانه ومعالجته خدمة لهذا الكتاب المهم أولاً، ثم لإبراز جهود مؤلفه ذلكم العالم الأندلسى الذى يعد من أوائل من خاض تجربة التأليف فى هذا الميدان بالأندلس.

 

وللحديث بقية..

رئيس حزب الوفد