عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

انعقاد القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ يفرض مواجهة عربية صريحة لمناقشة كيفية التحديات التى تواجه الأمة العربية، ودعونا نتفق أولاً على أن أخطر ما يواجهنا فى الآونة الأخيرة، عملية تمرير الأفكار الشعوبية إلى العقل العربى، للتأثير على مسار العمل العربى المشترك، وتمكين القوى الرافضة أى نهوض عربى من السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وهى أفكار تضع منطق التكامل والتعاون الجماعى جانباً وتترك العنان لتسيد السياسات الانعزالية، ما يعنى إعطاء الفرصة وتمهيد الطريق أمام أطراف أخرى غير عربية، سواء كانت إقليمية مثل إيران وإسرائيل وتركيا أو دولية مثل الولايات المتحدة، لإعادة رسم خريطة العالم العربى بشكل جديد، وبما يتفق ومصالحها ونفوذها فى وقت يستقطب ميزان القوى الدولى القوى الكبرى والدول القوية سياسياً واقتصادياً.

وقد ساعد هذه الأطراف على الوصول إلى هذه النقطة الفارقة ما يمكن تسميته استمرار التقاعس العربى، وترك الأزمات العربية تتفاقم لتنتقل من المستوى الذى يسهل معه حلها، وهو المستوى (القومى أو الإقليمى) إلى مستوى أوسع نطاقاً لكنه خارج عن منطقة التحكم والسيطرة، مستوى أطرافه متعددة، وكل منها تتذرع بمصالحها وأمنها القومى، وهو مستوى (التدوليل).

وإن استباحة التدخل فى الشأن العربى من شأنه أن يعقد الأزمات، وربما لا يساعد على حلحلتها، بالشكل الذى يتفق والمصلحة العربية، ولنا فى الأزمة السورية مثال بل تظل - فى اعتقادى - النموذج الأكثر وضوحاً لما وصلت إليه حالة الضعف العربى، وأتساءل، ألم يكن فى إمكان الدول العربية ممثلة فى جامعتها أو تنظيمها الإقليمى احتواء الأزمة فى بداياتها قبل أن تتفاقم؟

ربما يقول قائل إن عوامل ضاغطة منعت الفعل العربى الإيجابى لحل هذه الأزمة وساعدت هذه العوامل على تقييد الحراك العربى، نذكر منها ثلاثة عوامل رئيسية:

أولاً: إن النظام السورى نفسه، هو الذى رفض الحلول السياسية وكان فى إمكانه تفويت الفرصة على محاولات التدخل فى الشأن السورى، وإيجاد صيغة ديمقراطية لرأب الصدع ولم الشمل.

ثانياً: انتقال عدوى المد الإرهابى من العراق إلى سوريا، مع ظهور وتنامى ما يسمى تنظيم داعش! وهكذا بين عشية وضحاها أضحت الأراضى السورية بيئة حاضنة لتغذية الجوانب الصراعية للأزمة التى كانت فى الأصل صراع داخلى بين النظام الحاكم والمعارضة، لدرجة أن المراقبين فى فترة لاحقة بعد انفراط العقد السورى، كانوا يتساءلون «من يحارب من فى سوريا؟» خاصة عندما تعدد وجود القوات الأجنبية على أراضيها من أتراك وإيرانيين وروس وأمريكان وأوروبيين!

ثالثاً: انشغال بقية الدول العربية بمشكلاتها الداخلية، ولا سيما بعد اندلاع ما يعرف بثورات الربيع العربى اعتباراً من نهاية العام 2010 ومنذ ذلك الوقت حتى الآن قلما نجد تعاوناً جماعياً عربياً إلا من رحم ربى حالات استثنائية هنا أو هناك فرضتها الظروف القهرية ودون أن يكون للجامعة العربية أى فضل فيها.. وللحديث بقية الأسبوع القادم إن شاء الله.