عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

عقارب الساعة تشير إلى تمام السادسة والنصف صباحاً.. «فريدة» فى حالة نوم عميق.. الأم إلى جوارها تحاول إيقاظها للذهاب إلى مدرستها.. وتفشل محاولاتها!.

«أنام».. تصرخ الطفلة فريدة التى تدرس بالصف الأول الابتدائى.. تبكى.. تتقلّب يميناً ويساراً، وهى تحاول أن تخطف من الزمن دقائق من النوم «فريدة» كاسمها، لكن ليس أمامها اختيار، فقد حان موعد الذهاب إلى مدرستها، وإلا باتت فى عداد المتأخرين!.

هل تتذكر كم مرة سقطت دموعك عندما كنت فى مثل عمر «فريدة»؟.. كم حيلة قفزت إلى عقلك للهروب من الاستيقاظ فى تمام الساعة السادسة صباحاً والاستعداد للذهاب إلى المدرسة طوال 187 يوماً سنوياً؟!.

هل تساءلت يوماً لماذا على الأطفال الذهاب إلى مدارسهم قبل الساعة الثامنة؟!.

ذلك السؤال الأكثر شهرة بين الأمهات، لاسيما مع دخول الأبناء إلى المرحلة الإعدادية، والذى يطرحه الأبناء أيضاً بشكل مستمر، بحثاً عن إجابة مفقودة تسعدهم بصحبة معلميهم أو أصدقائهم، لكن دون امتلاك حرية الاختيار أو القرار، فنظام المدرسة يلزمهم بالمواظبة فى دراستهم فى الصباح الباكر وعليهم الالتزام به والانصياع له!.

ماذا لو قررت المدارس بدء يومها الدراسى فى تمام الثامنة والنصف أو فى تمام الساعة التاسعة صباحاً؟.

رصدت دراسات متخصصة مشكلات صحية يواجهها الطلبة المراهقون لعدم حصولهم على قسط وافر من النوم، بالإضافة إلى وجود أداء أكاديمى متراجع خلال السنوات الثلاثين الأخيرة بسبب الموعد المبكر لبدء اليوم الدراسى، لاسيما لدى الطلبة المراهقين، وذهبت العديد من الدراسات التى أجرتها مؤسسات معنية بالتحكم فى الأمراض، إلى أن تأخير موعد بدء اليوم الدراسى يتيح للطلبة الحصول على قسط وافر من النوم، بالإضافة إلى تعزيز السلوك الإيجابى لديهم، كما حقق الطلبة أداء أكاديمياً متميزاً يفوق أولئك الذين يستيقظون مبكراً.

تقول الدراسات أيضاً إن مكتسبات إيجابية يستفيد منها الاقتصاد المحلى، بتوفير مبالغ طائلة بالمليارات فى حال تأخير بدء اليوم الدراسى ليكون اعتباراً من التاسعة صباحاً!.

إنه السؤال الذى يحتاج الكثير من صناع سياسات التعليم إلى الإجابة عنه ودمجه ضمن خطط التعليم، ففى الولايات المتحدة الأمريكية تبدأ نحو 80% من المدارس يومها اعتباراً من الساعة 8:30 صباحاً، وفى نيوزيلاند قررت إحدى المدارس تغيير موعد بدء اليوم الدراسى للطلبة فى عمر 16 سنة ليكون فى تمام العاشرة والنصف صباحاً، وفى قطاع الجامعات حددت إحدى الجامعات فى بريطانيا التوقيت ذاته لبدء اليوم الدراسى.

إذا كنا نتفق على أن اجتذاب الطلبة إلى مدارسهم يشكل التحدى الرئيسى الذى يواجهنا، فإن ترميم العلاقة بين الطلبة والمدارس فى رحلتهم مع التعليم والحياة سيبقى التحدى الآخر الذى ما زلنا نبحث له عن إجابة له حتى تاريخه!.

نبدأ من الأول

 

[email protected]