رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

ماذا عليك لو أصبح هاتفك يشبه السنترال ولا تهدأ رناته، بالإضافة إلى أن جرس تليفونى لا يهدأ من الرن بحكم عملى. بصفة عامة فما هى الحكاية.. فمنذ عدة أشهر أجد من يهاتفنى قائلاً: آلو تليفونك فاز معانا بهدية تحبى تعرفى التفاصيل، وقبل أن ترفض يمطرك المتحدث أو المتحدثة بكلام كثير غير مفهوم عن الهدية وطرق استلامها والكيفية ومن شدة غيظك تضطر تسأله إيه اللى بتقوله ده أنا مش عايزة أعرف وعندى أشياء أهم من ذلك. وقبل أن تنهى ردك عليه يعيد الكلام من جديد وكأنه شريط كاسيت قديم يعيد كلامه الاستفزازى لتغلق فى وجه المتحدث هاتفك، وما إن تهدأ لتستلم مكالمة أخرى: آلو إحنا بنوزع بطاطين فى قرى فقراء بالصعيد حضرتك تتبرعى معانا بتمن بطانية ولا مساهمة فى جاموسة لأسرة فقيرة؟

وتعاد الكرة مرة وألف مرة.. من جمعيات أخرى مماثلة، وكل مكالمة جمعية خيرية شكل ويرسلون مندوبها وهذه الجمعيات منهم ما هو معروف أو غير معروف أو جمعيات جديدة ونفس السؤال أكرره لكل متصل من أين حصلت على رقمى واسمى وتكون الإجابة واحدة وهى أن «الداتا» أعطتها لنا الإدارة طيب ممكن نعرف جابوها منين معلش يا فندم لا يوجد أحد منهم الآن.. لتأتى إليك عبر الهاتف أيضًا مكالمات لتبرعات لبعض مستشفيات خاصة للتبرع سواء لسرير أو لأى شىء آخر ونفس السؤال من أين حصلتم على رقم الهاتف والاسم لتلقى نفس الإجابة أخذنا «الداتا» من الإدارة وأتمتم بينى وبين نفسى، ومن الذى أعطى تلك الإدارات هذه البيانات؟

حتى وصل الحال لعروض شركات أجهزة منزلية وأراض، ومسابقات ورقمك كسب معنا وعروض كثيرة حتى وصل الاستفزاز من خلال اتصال مضمونه آلو أيوا فلانة مين يا فندم إحنا جمعية كذا بعد تكرار السؤال اللى مالوش جواب قالتلى يا فندم عندنا حالة كذا وبتاخد حقن كل أسبوع الحقنة بـ24 ألف جنيه تحبى أبعتلكم مندوبنا فبادرتها بسؤال أين مقركم فكان الرد أنا هأرجع للإدارة فألحقت السؤال بآخر طب أين انتى الآن؟ أقسم بالله أجابتنى والله ما أعرف يا فندم لكننى طلبوا منى الاتصال بالقائمة التى معى وسوف أرسل لكم مناديبنا إيصالات مختومة وتدفعوله؟ وهنا ظننت أننى أمام سيدة مخطوفة تفعل ما تأمر به. أو عملية نصب تحت ستار التبرع فنبرة صوتها تنم عن سيدة فى منتصف العمر.

ألا تعى أين تجلس فكانت إجابتى لها عندما تعلمين أين أنت الآن أو مقر جمعيتكم ومن صاحبها ابقى تتحدثى معى، ولم يمر وقت إلا وأتى لى رقم آخر آلو سيدة تتحدث بثقة وبلهجة سريعة بادرتنى معاكى دكتورة إلهام عبدالمنعم من مركز طبى كذا تابعة للوحدة الصحية التى بالحى أحب أعرفك أن رقمك فاز معانا ضمن 50 أسرة للكشف وفحص العظام عليكم داخل منازلكم مين عندكم تعبان من عظامه ورغم معاناة الجميع من آلام العظام بمناسبة الشتاء لكننى رفضت وأجبتها أنه لا يوجد مريض. لتعلو حدة النبرة إزاى وكنت ذاهبة للجريدة فقالت ده عرض ليوم واحد فهل لا يوجد أحد فى المنزل نكشف عليه، وغير ذلك من الاتصالات نعم فإننى أعلم جيداً أن تكنولوجيا الاتصال طوت كل المسافات، وجمعت الكل فى قرية صغيرة، ولكن لا يعنى ذلك اقتحام الخصوصيات، وعندما بحثت فى هذا الأمر وجدت غيرى كثيرين يعانون من ذلك، إننى آمل بأن تقوم الجهات المسئولة بإيقاف هذه الطرق والسيطرة عليها، كونها لا تحقق الخصوصية للأفراد، خصوصاً أن الأرقام والأسماء أصبحت متداولة بهذا الشكل.