رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

 

 

 

رغم ما تحمله مباردة لم الشمل ضد التعصب من معانٍ سامية، إلا أنها تأخرت كثيراً وجاءت مبادرة نابعة من بعض الجهات البعيدة عن المجال الكروى، خاصة من بعض أعضاء مجلس النواب، ومنهم صلاح حسب الله المتحدث الرسمى لمجلس النواب ووكيل لجنة القيم بالبرلمان.

 فى الوقت الذى كانت نيران التعصب تأكل كل يوم فى رقعة ومساحة الكرة المصرية، ولم يتحرك أحد سواء قبل تولى الدكتور أشرف صبحى مسئولياته كوزير للشباب والرياضة أو بعدها.

 والكل يعلم ماذا كان يحدث يومياً من الألتراس طوال سنوات ماضية وما سببته هذه المجموعات المنفلتة من أزمات وحرق فى طول البلاد وعرضها، وعززت من الانقسام والفوضى الكروية فى الشارع الكروى، ويحسب بكل أمانة لرئيس نادى الزمالك المستشار مرتضى منصور، أن تصدى لها وتخلصنا منها بعد أن تسرب للبعض روح اليأس وأنها قضاء لا مفر منه، حتى هدأت الأمور وسرعان ما عادت نغمة جديدة قادها بعض المنفلتين هنا وهناك لأغراض معروفة، مهادنة الكبار من ناحية، والتأكيد على انتمائهم المزيف للون فانلة بعينه بعيداً عن قيم ومبادئ الأندية وروح الرياضة التى تعلى وتعزز السلام، وقبول الآخر والتفانى فى خدمة الوطن بعيداً عن المصالح الخاصة.

 وهذه المبادرة للم الشمل قد تشبه المسكنات إذا لم يتم الغوص فى أعماق مشكلة التعصب وأهمية التعرف على مسببات الأزمة، وطرق العلاج الناجزة فى الوصول للشفاء الكامل منها، والذى بات جحيماً يلمس ويحرق كل من يقترب منه سواء بتأزمه نفسياً أو خلق روح عدائية مضاعفة ضد النادى الآخر وانعكاس هذه الروح بشكل مباشر أو غير مباشر على إنتاجيته ووطنيته، حيث من يعانى هذه الأمراض يكفُر بكل شىء، ولا يسمع أو يرى إلا فكره ورؤيته حتى ولو كانت خاطئة حيث يراها قاموسه الفضيل ومنهجه الواضح.

 نريد مبادرة ليست مرتبطة بزمان أو مكان معين..مبادرة تغطى كل الأرض المصرية.. ملاعبها وشوارعها، صغارها وكبارها، رجالها وبناتها، من يعملون فى المجال الكروى أو غيره، بحيث تكون مفهوماً ودستوراً يعرفه الجميع، ويتحول إلى بديهيات لا لغوريتمات، تنعكس على الوطن ككل وخلق روح الفريق الواحد.

 واتحفظ على ما يردده البعض بأهمية تهيئة الأجواء قبل نهائيات الأمم الأفريقية التى تستضيفها مصر منتصف يونيه المقبل – ورغم حسن نية هؤلاء - لكنها تبدو رسالة مؤقتة ضد التعصب، بمعنى نريد هدوءاً حتى الانتهاء من البطولة، وبعدها افعلوا ما تشاءون.

 لذا كان من الأهمية غرس مفهوم التعصب ليكون شاملاً دون التقيد بزمان أو مكان تعصب لكل روح عمياء، لنكرر نفس سيناريو ما حدث فى بطولة أمم أفريقيا 2006 التى استضافتها مصر، حيث جندت كل الهيئات قوتها للخروج ببطولة مثالية، وشهدنا عائلات كاملة تذهب وتتابع المباريات من المدرجات وكان لها فعل السحر فى فوز منتخبنا بالبطولة وفاتحة خير على بطولتى 2008 و2010، وبعدها انتهى مفعول «المسكن» وعادت «ريمة لعادتها القديمة».!

[email protected]