عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

ليست مصادفة.. أن يتزامن الهجوم الإرهابى على إحدى النقاط العسكرية قرب مطار العريش الأحد الماضى.. والذى أسفر عن مصرع 7 إرهابيين واستشهاد عدد من الجنود لم يتم تأكيده رسمياً.. مع ذكرى الضربة العسكرية الناجحة التى نفذتها القوات الجوية المصرية ضد بعض تمركزات تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا.. ثأراً لعملية ذبح المصريين الواحد والعشرين فى ليبيا على أيدى سفاحى داعش.. والتى أذاع التنظيم الإرهابى فيديو صادماً لها قبل أيام من هذه العملية الثأرية التى تعهد بها الجيش قصاصاً للشهداء.

فالذين خططوا ونفذوا هجوم العريش الأخير اختاروا توقيت عمليتهم بدقة.. وكان هذا التوقيت أهم بكثير من العملية نفسها ومن الخسارة التى تكبدوها بمقتل 7 من عناصرهم الإرهابية.

•• لماذا؟

لا شك أن جريمة ذبح المصريين الواحد والعشرين فى ليبيا على أيدى سفاحى داعش فى عام 2015 ستظل واحدة من أبشع الجرائم التى ارتكبتها «عصابات المتأسلمين» الذين يمارسون باسم الدين أفظع أعمال القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.. وأكثرها وحشية وخسة وبربرية على مدار التاريخ الإسلامى بوجه عام.. وهى الجريمة التى كشفت أمام العالم كله مدى وحشية وهمجية وخطر هؤلاء السفاحين.

ومن هنا.. فإن العملية الانتقامية التاريخية التى قامت بها القوات الجوية المصرية للقصاص لهؤلاء الأبرياء ضحايا التعصب الأعمى والإرهاب الأسود.. التى ستظل علامة مضيئة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية وقيادتها التى أبت إلا أن تثأر لدماء المصريين.. وقامت بتنفيذ أول عمل عسكرى لها خارج الحدود بهذه القوة وهذا الحشد الكبير من الطائرات التى ألحقت خسائر كبيرة بمعسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية.

•• هذه الضربة الجوية

جاءت بمثابة الماء الذى أخمد نيران حريق الحزن والغضب داخل صدور المصريين.. وأسهمت بشكل كبير فى إشفاء غليلها.. حتى أطلق الكثيرون على يوم تنفيذ هذه الضربة إسم «يوم الكرامة».. كما أنها كانت لطمة كبرى لتنظيم «داعش» الإرهابى الذى تلقى ضربة موجعة فى عقر داره.. كبدته خسائر ضخمة.. مادية وبشرية.. واضطرته إلى نقل معسكراته ومراكز دعمه اللوجستى إلى مناطق أخرى.

وهى أيضا تمثل تغيراً جذرياً فى مجال التعامل المصرى الرسمى مع تحديات أزمة ليبيا التى حولتها إلى دولة مفككة تسودها الفوضى وتحكمها تنظيمات الإرهاب.. بما يمثل أكبر التهديدات بالنسبة للأمن القومى المصرى.. فلعدة أشهر قبل «يوم الكرامة» كانت مصر تتجنب تماماً التدخل العسكرى المباشر فى ليبيا لحماية أمنها.. لكن بعد إذاعة فيديو المجزرة الشهير أصبح ضرورياً بالنسبة للدولة المصرية أن تنتفض للدفاع عن نفسها وللقصاص لشهدائها.. وعلى الفور اجتمع مجلس الدفاع الوطنى لبحث تطورات الأزمة.. وخرج الرئيس عبدالفتاح السيسى مخاطباً الشعب.. ومخاطباً العالم كله.. ومؤكداً أن مصر تحتفظ بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسبين للاقتصاص من القتلة.. وهو ما حدث بالفعل فى 16 فبراير 2015.. يوم الكرامة.

•• وإلى اليوم

مازالت هذه الضربة توجعهم ويحاولون بكل قوة محو أثرها من ذاكرة التاريخ.. ومن هنا جاء اختيارهم توقيت جريمة العريش الأخيرة متزامناً مع ذكرى هذه الضربة.. وأيضاً جاء تعمدهم إسقاط عدد كبير من الشهداء الجنود.. كمحاولة بائسة لإشاعة الإحباط واليأس بين أفراد القوات المسلحة.. وأيضاً بين الجماهير التى يحزنها موت شبابها وهم فى عمر الزهور فى هذه الحرب التى طال انتظار حسمها.

هذا التأثير النفسى السلبى هو الهدف الذى يريده هؤلاء السفاحين.. وللأسف.. يسهم الكثيرون من البسطاء والمغيبون فى تحقيقه دون وعى أو دراية منهم.. بإقبالهم على نشر صور قديمة لشهداء الجيش على أنها صور لشهداء العملية الأخيرة.. وكذلك بنشرهم قوائم مجهولة المصدر بأسماء لمجندين شهداء.. رغم أن الجيش لم يعلن رسمياً عن هذه الأسماء.

•• وهكذا

تحولت ذكرى «يوم الكرامة» إلى مأتم على منصات التواصل الاجتماعى.. بينما لم نجد فى وسائل الإعلام كلها.. صحفاً وفضائيات ومواقع إلكترونية.. من يتذكر هذا اليوم التاريخى.. ويذكره بالخير.. ويمنحه ما يستحقه من الاحتفاء الإعلامى والتوثيق التاريخى.