اسمحوا لي
هل لابد أن نسأل السؤال الذي لا يجيب عنه أحد ؟وهو هل المهرجانات غاية في حد ذاتها ؟ أم هي وسيلة لتنشيط الفن سواء كان مهرجان سينما ام مسرح ام فرعًا آخر من فروع الفنون المختلفة؟ ذلك اننا نسمع بين الحين والآخر تساؤلات حول مهرجان سينما الطفل الذي توقف منذ عامين ولم نسمع اي استفسار او تساؤل لماذا لم تنتج مصر فيلم اطفال طويلًا حتى الآن رغم انعقاد ٢٢ دورة لمهرجان سينما الطفل ؟
وقد طالبنا نحن العاملين في ثقافة الطفل مرارا وتكرارا بتخصيص مبلغ لإنتاج افلام اطفال طويلة ، بشري او عرائس ، او كرتون ، ولكن لم يستجب اي من الاجهزة التنفيذية التي كان من الممكن ان تقوم بتنفيذه. والمدهش ان يتحمس اكثر من وزير للمهرجان الذي لا يستفيد منه غير بعض اطفال القاهرة فقط في حين انه لا يوجد اي فيلم طويل لكي يمثل مصر في المهرجان ؟ في حين أن المبالغ التي صرفت على المهرجان كان من الممكن أن تنتج مجموعة افلام!!
وقد أنشأ المهرجان المرحوم الاستاذ سعد وهبة وكان يقام في اتحاد الفنانين العرب وقد تقلد رئاسة المهرجان بعد ذلك الاستاذ الدكتور فوزي فهمي فكان يتميز بالنظام والاسس العلمية مع الديمقراطية في اختيار الافلام واتخاذ القرارات مع وجود لجنة عليا قوية . حتي جاء ٢٥ يناير فتوقف المهرجان ثم عاد في دورتين غير متتاليتين !! ثم فوجئت لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الاعلي للثقافة بخطاب من السيد الوزير يستفسر عن كيفية إقامة المهرجان، وللمفارقة كانت الوزارة لم تخصص له اي اعتمادات وكان الوقت غير كافٍ لأي استعدادات … فكان من الطبيعي ألا تجد اللجنة غير خيار واحد وهو أن يرحل المهرجان عامين على أن تخصص مبالغ مناسبة لانتاج فيلم طويل او فيلمين للأطفال عن طريق مسابقة وبالفعل كونت الامين العام الاستاذة الدكتورة امل الصبان في ذلك الوقت لجنة من المتخصصين في السينما وثقافة الطفل لوضع اسس وعمل مسابقة لأفلام الاطفال وقامت اللجنة بعملها وأرسلت النتيجة الى مكتب السيد الوزير ..
إن إنتاج افلام اطفال اصبح مطلبًا هامًا من اجل دفع العمل في شرايين سينما الطفل التي توقفت وتيبست، حتيى افلام الكرتون القصيرة التي كان ينتجها التليفزيون وكانت تحفظ ماء وجهنا في المهرجان توقفت تماما بعد ان توقف الانتاج في التليفزيون… ان المهرجانات لا تقام من اجل اللمة مع الحبايب ومدارس الاحفاد والانجال في دار الاوبرا وصورة كارت بوستال، بل تقام من اجل ترسيخ وغرس القيم الفنية و السينمائية والجمالية في المجتمع خاصة الاطفال.