عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

رافقت رئيس مجلس الشورى إلى تلبية لدعوة من السيد كريستيان بونسوليه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى يوم 14 مارس عام 2000، وكان رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى قد دعا أيضًا جميع رؤساء مجالس الشيوخ على مستوى العالم لاجتماع يعقد لأول مرة فى حضور وفود 70 دولة، من بينها ست دول عربية على رأسها مصر شاركت بوفد برلمانى برئاسة الدكتور مصطفى كمال حلمى رئيس مجلس الشورى، وتم تخصيص الاجتماع لتبادل المعرفة والخبرة البرلمانية من خلال مناقشة أسلوب عمل البرلمانات التى تأخذ بنظام المجلسين مع التركيز على رسالة مجالس الشيوخ والنهوض برسالتها واختصاصاتها التشريعية والرقابية وتفعيل دورها فى اطار دعم الديمقراطية.

وفى دراسة احصائية قدمها مجلس الشيوخ الفرنسى ضمن أوراق الاجتماع، تبين أن عدد الدول التى تأخذ بنظام المجلسين بلغ 67 دولة وقت انعقاد الاجتماع وارتفع العدد بعد ذلك إلى 77 دولة عام 2011.

وتلاحظ من خلال المناقشات التى دارت بين رؤساء مجالس الشيوخ الزيادة المستمرة فى عدد الدول الآخذة بخيار النظام البرلمانى الثنائى، وأن هذا الاتجاه بصدد الاستمرار فى المستقبل، وهناك بعض الدول تخطط لانشاء مجالس شيوخ، وخرج رؤساء مجالس الشيوخ من المناقشات التى دارت فى قاعة مجلس الشيوخ الفرنسى بعدة نتائج وهى أن انتشار النظام البرلمانى الثنائى يعكس الرغبة والحاجة إلى ترسيخ وتطوير النظم الديمقراطية من خلال تنويع عملية التمثيل، كما أنه يعكس عملية التكامل بين كافة القطاعات السكانية عن طريق انشاء مجلسين فى كل دولة كما يوفر النظام البرلمانى الثنائى إطارًا كافيًا لعملية اللامركزية الجارية فى معظم دول العالم، كما يقوم بدور فعال فى انشاء معايير قانونية وترسيخ سلطة القانون، ويعمل كآلية حديثة لتنفيذ مبدأ الفصل بين السلطات فى الدول التى لاتزال تتأرجح بين متطلبات نظام الأغلبية.

لقد مضى على نشأة نظام الثنائية البرلمانى أكثر من ثلاثة قرون، وتأخذ به نسبة كبيرة من دول العالم المتقدمة والعريقة فى الديمقراطية وحقق هذا النظام نجاحات هائلة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن أهمها تعميق الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلى ورفع الكفاءة والفاعلية فى أداء السلطة التشريعية وخلق التوازن بين السلطات.

وأثبتت التجربة المصرية فى ظل دستور 1923، والذى كان ينص على وجود مجلسين للشيوخ وللنواب، أن مجلس الشيوخ قام بدور فعال فى السياسة التشريعية إلى جنب مجلس النواب.

ولكى تتحقق الفائدة من نظام المجلسين النيابيين لابد من اختلاف صورة كل مجلس عن الآخر من حيث التكوين ومن حيث التوازن فى الاختصاصات.

وكانت المساواة فى الاختصاصات والواجبات قد ظلت سائدة بين مجلس البرلمان فى العالم حتى نهاية القرن التاسع عشر وفى بداية القرن العشرين أصبح التوجه نحو اعطاء المجالس النيابية سلطات أوسع، وقد جرت العادة أن يتم اقتراح القوانين فى المجلس الأول وتكون مهمة المجلس الآخر مراجعتها ونقدها، وفى بعض الدول يتم اقتراح القوانين من المجلسين وما يقترحه المجلس الأول يراجعه المجلس الآخر.