عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

المواعيد فى مصر مشكلة.. تحقيقها مشكلة.. والحفاظ عليها مشكلة.. واحترامها مشكلة.. والمشكلة الأكبر أننا لا نحترمها.. ولا نقيم لها وزناً، ورغم أن إرادة الله ساقت لنا رئيساً يقدس المواعيد ويحترمها.. إلا أن سلوكه الملحوظ لم يؤثر فى سلوك الكثيرين، والمواعيد المضبوطة من سمات الشعوب المحترمة.. فالوقت يتمتع بقيمة كبيرة.. والوقت يعنى الاقتصاد.. يعنى العمل.. ويعنى الراحة أيضا.

وأكثر ما يستهين بالوقت موظفو الحكومة.. هؤلاء لا يهمهم كثيرا متى ينجزون عملهم.. هذا إذا كانوا يعملون أصلاً.. وقد يكون ذلك مقبولاً فى بعض دواوين الحكومة.. إلا أنه فى البعض الآخر مرفوض تماماً.. ويسقط إلى مستوى الجريمة فى البعض الآخر.. خاصة إذا كانت دواوين ذات علاقة بحياة الناس الغلابة.. والعجائز.. والذين أفنوا حياتهم فى خدمة الوطن.

وفى السياق نفسه تأتى شركات الخدمات والمرافق فى مصر، والحكومية منها على الأكثر.. وشركات الصيانة العامة والخاصة.. فشركات المرافق عندما تتكرم وتحدد مواعيد للصيانة فى منزلك.. تحدد لك يوما دون الساعة.. وعليك أن تنتظر طوال اليوم حتى يتعطف عليك العاملون بالحضور.. شركات الغاز نموذج صارخ فى هذا الاستخفاف بوقت العملاء.. رغم أن هؤلاء العاملين يتقاضون مرتباتهم من حصيلة أموال العملاء.. مثل هذه الشركات تفلس بسرعة فى الدول المتقدمة.. أما فى مصر فمثل هذه الشركات تحتكر الخدمات والمرافق.. فلا تجد بداً من التعامل معها.. وبدراسة  المكالمات التى تتلقاها مراكز الكول سنتر.. وجد أن معظمها شكوى من العملاء بسبب المواعيد وعدم الالتزام بها.

وشاء القدر أن أتعامل خلال الأشهر الأخيرة كثيراً مع هذه النماذج.. وشاء القدر أن أتحول من صاحب مصلحة إلى متفرج على هؤلاء الموظفين.. شاهدت ما يفعلونه لقتل الوقت كأنهم  لا يجدون ما يفعلونه.. الحضور متأخر.. الإفطار فوق المكاتب مقدس.. فى أوقات الصلاة يملؤهم الإيمان.. يسارعون بفرش الطرقات بالحصير، فتتحول إلى مسجد كبير.. ويبطئون فى لمِّها.. يفعلون كل شىء إلا أن ينتجوا.. ولا يحسبون حساباً لمتاعب العملاء الذين يأتون يومياً للحصول على حقهم، وينصرفون.. فلا هم حصلوا عليه.. ولا هم عرفوا لماذا يغادرون دونها.

إن العالم الذى حولنا يتقدم بسرعة.. والساعات والأيام التى نهدرها بعدم احترامنا للمواعيد تشدنا للخلف كثيراً.. وكأننا بإهانتنا للمواعيد نسير عكس اتجاه الحياة.

تباريح

الصمت متعب جداً.. لكنه أرقى رد على الثرثرة، خاصة إذا كانت من جاهل.. أوغبى.

 

‏Email:[email protected]