عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يستطرد الثعلب ألفير صديق العرب المزعوم حديثه قائلاً:

وفضلاً عن ذلك فمن الملائم أن يقال إن حقيقة تمدد حركة الاستيطان فى حد ذاتها خاصة خلال ثمانينات القرن العشرين أثرت أخيراً فى منظمة التحرير الفلسطينية لقبول مبدأ حل الدولتين والا لن تبقى هناك أرض لإقامة دولة فلسطينية عليها، ولكن طبعاً لم يكن هذا هو هدف شاروم أو اليمين المتطرف أو المستوطنين.

وداخل التيار الرئيس الفلسطينى الذى تقوده منظمة التحرير الفلسطينية الذى ما زال للآن يدافع عن حل الدولتين فإن الأفكار الإقليمية لشارون والمستوطنين لا تؤدى لأى انفراج، ولذلك فهى ليست صيغة لحل متفق عليه الذى يجب منطقياً من الطرفين قبول تنازلات ولذلك فهى ليست صيغة لحل متفق على الذى يجب منطقياً من الطرفين قبول تنازلات متبادلة فإن تضحيات منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية التى طورتها المنظمة والتى يوافق عليها المجتمع الدولى بصفة عامة وكذا كثير من الإسرائيليين على خطوط حدود قريبة بصفة عامة من حدود سنة 1967.

أما الإسلاميون فى حماس والجهاد الإسلامى فقد نمت شعبيتهم خلال سنوات الانتفاض لتشمل حوالى ثلث الشعب الفلسطينى فيرفضون أى سيطرة غير إسلامية فى أرض فلسطين التاريخية، وأقصى ما يمكن لهم هو قبول حل الدولتين كمرحلة تكتيكية مؤقتة خلال الصراع.

والواقع أنه فى أحسن التقاليد الثورية فإنهم يفضلون تدهور الوضع بما يمنح أى أمل فى مفاوضات سلام على أساس دولتين أو أن إسرائيل قد توافق على قيام دولة فلسطينية وأيضاً على حق العودة للفلسطينيين فى الشتات وبذلك يقتربون من حكم إسلامى فى البلاد من خلال التخريب والنزاع.

فى الواقع أن كل مؤيدى ياسر عرفات من الفلسطينيين تقريباً خلال مفاوضات كامب دافيد وطابا يصرون أيضاً على ضرورة قبول إسرائيل من حيث المبدأ على الاقل لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين عن سنة 1948 الى الدولة الإسرائيلية حتى لو كان عدد قليل من الفلسطينيين فقط هو الذى سيقبل العودة، ويرفضون الزعم الإسرائيلى بحق اليهود التاريخى فى فلسطين الذى بموجبه فإن جبل المعبد هو الأرض التى أقيم عليها المسجد الاقصى، والتى تمثل لليهود بؤرة القومية اليهودية روحياً وجغرافياً خلال الألفية الأولى قبل ميلاد المسيح.

وفى وجهة نظر إسرائيل فإن هذه المواقف تعنى أن إسرائيل قد ولدت من خطيئة استعمارية مصطنعة سنة 1948، وأثر هذا الشعور على الجمهور الإسرائيلى قد تدعمهم من خلال زعماء عرب ذوى شعبية، مثل عزمى بشارة الذى يصر على أن اسرائيل يجب أن تكون دولة لكل المواطنين على أرضها، وتدعم هذا الشعور أيضاً نتيجة الدعاية العدائية الفلسطينية المستمرة والتحريض وكذا العمليات الانتحارية التى يقوم بها الفلسطينيون ضد إسرائيل التى يراها الإسرائيليون شبه إبادة لهم.

وحصيلة كل ذلك، فإن هذه المواقف والأعمال ينظر إليها كتناقض مع منطق قيام دولتين الذى يجب أن يبنى على تسليم الفلسطينيين بشرعية السيادة اليهودية فى جزء من ارض اليهود التاريخى، ويفسر ذلك لماذا يزداد شك الإسرائيليين فى احتمال قيام دولتين فى المدى القصير حتى مع تأييدهم للفكرة ذاتها، ويفسر ذلك لماذا يشك كل من الإسرائيليين والفلسطينيين من هذه الأفكار الواردة فى اتفاق جنيف الذى هو على أى حال اتفاق غير رسمى لا يربط أى من الطرفين بالتزام.

وإلى الحلقة التالية.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد