رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التفكير عملية عقلية وميزة انفرد بها الإنسان عن سائر المخلوقات وإنه ما من لحظة تمر إلا ويمارس فيها هذه العملية العقلية التي تعتبر مؤشر على وجود الإنسان على حد قول ديكارت حين يصرح في مقولته الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود" ،إن ذلك لدليل على أهمية هذا النشاط العقلي في إعلاء شأنه وسر من أسرار وجوده وأن الإنسان بدونه يصبح لا معنى له ولا لحياته، و إن ما وصل إليه وحققه من تطور وتقدم في المجال العلمي ما هو إلا نتيجة للفكر والتفكير، وخير مثال على ذلك الدول المصنعة والمتقدمة التي تتربع اليوم على العرش العالمي التكنولوجي وتحتل الصدارة من حيث التقدم العلمي والاقتصادي بل تتحكم في العالم وتسيره بأسره، ومن أبرز هذه الدول اليابان التي تبنت استراتيجيات واضحة المعالم لتطوير التفكير وتنميته لدى أبنائها نظرا لمحدودية مواردها الطبيعية، حيث يقول أحد المفكرين اليابانيين . إن الشعوب تعيش على خيرات تقع تحت أقدامها وسرعان ما تنضب ، أما نحن فنعيش على خيرات تقع في رؤوسنا.

 

ومن الانظمه التربويه الناجحه تعد فلسفة التربية اليابانية خير مثال حيث تعتمد فلسفتها على الاهتمام بتنمية قدرات التفكير لدى أبنائها وذلك منذ سن الطفولة، داعية إلى الابتعاد عن نمط التعلم التقليدي المستند على حشو أذهان التلاميذ بالمعلومات والمعارف والذي يحول دون تنمية مهارات التفكير لديهم خاصة ونحن اليوم أمام الانفجار المعرفي المعلوماتي، فقد أصبح من السهل الحصول على المعرفة والمعلومة في أي مكان أو في أي وقت عبر مختلف الوسائل الإعلامية الاتصالية والمعلوماتية المتطورة، وفي الوقت نفسه الذي نحن بحاجة إلى إنتاج المعرفة ذاتيا ولن يكون ذلك ممكنا إلا في وجود العقل المفكر.

 

ويمكنا  نلاحظ ايضا ان العديد من المنظومات التربويه  تقوم بتغيير انظمه التدريس لها لان يصبح بأسلوب حل المشكلات وتدرجه في جميع موادها الدراسية ونعني تحديدا مادة الرياضيات، والمقصود بهذا الأسلوب وضع التلميذ مقام الباحث الذي يوضع في مشكلة وعليه أن يسلك بالتفكير خطوات البحث العلمية للوصول إلى الحل، وذلك بغية تنمية مهارة التفكير التي يكاد يكون استعمالها عند الكثيرين منهم منعدم خاصتنا فى منظومه التعليم المصرى.

 

وعند ملاحظه نقديه بحثيه لمؤسساتنا التربوية في الوقت الحاضر يمكنا ملاحظه وجود عدد كبير من التلاميذ يعانون في حياتهم الدراسية بسبب نقص تعلمهم مهارات التفكير، ضف إلى ذلك بعض الملاحظات البحثيه على طلبة في المستوى الجامعي ونرى ايضا أن قدراتهم لا تتجاوز المستويات الدنيا، من معرفة، فهم وتطبيق ولا ترقى إلى المستويات العليا، من تحليل ،تركيب وتقييم الذي يفترض أن يكون لديهم فى نهايه اتمامهم المرحله الابتدائيه او على الاكثر فى بدايه المرحله الثانويه.

 

ويلعب التفكير دورا حيويا في نجاح الأفراد وتقدمهم سواء داخل أو خارج مؤسساتهم التعليمية، ومهماتهم خلال أداءاتهم في الاختبارات وبعد إنهائها، فهي تعد نتاجا لتفكيرهم. ويأتى هنا الدور الأساسي للمعلم حيث يصبح الهدف من تدريسه داخل قاعه الدرس هو جعل من المتعلم الإنسان القادر على الإبداع أي القادر على عمل أشياء جديدة وليس إعادة ما عملته الأجيال السابقة، وفي هذه الحالة يمكننا إدراج ما يؤكد عليه سيجر اتهنبرج حين يقول: إذا أردت تلاميذ يسعون إلى تطوير سلوكهم، فابدأ معهم منهاجا يحقق لهم التطوير الذي يسعون إليه، عندئذ تتحصل ( على طلبة لديهم نشاط ذكي متميز يبين سلوكا مخططا.

فبعد كل ما تم عرضه لا يمكننا التغاضي عن أهمية التفكير الكبيرة وضرورة العمل على تنميتها، كما أنه لا تقتصر الحاجة إليها على التلميذ أو الطالب في المؤسسات التعليمية فحسب، بل من الصعب الاستغناء عنها في حياتنا اليومية بكل مجالاتها. وهو ما يفرض علينا وعلى منظومتنا التربوية أن تسعى جاهدة بكل ما أوتيت من طاقة، الاهتمام بكل ما من شأنه أن ينمي هذه العملية لدى المتعلمين لصناعه جيل جديد مفكر مبدع واعى منتج.