رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

الذى يقرأ تاريخ مصر الاجتماعى والسياسى يضع يده بسهولة شديدة على حجم البطالة الكبير فى البلاد، وأن أغلب الفقراء كانوا يشتغلون فى حرف لا تتطلب مهارات ولا أدوات ولا معدات، تحتاج فقط القوة البدنية، مثل مهنة الحمال، والحمار، وحامل البخور..، وغيرها من المهن التى تفتقر لمهارات، وكانت هذه المهن لا توفر دخلا يوميا بشكل منتظم، تماما مثل عمال اليومية الذين نراهم بالعشرات فى الميادين يهرولون حول السيارات لكى يفوزوا بعمل يوم.

وقد عبر العبقرى يوسف إدريس عن هذه الشريحة من المواطنين أو العمالة فى رواية الحرام، فصور ببراعة مستوى معيشتهم، وكيفية التحاقهم بالعمل وفقدهم له عند المرض، وقد سبقه أستاذ الأساتذة نجيب محفوظ فى تسليط الضوء على شريحة المهمشين والأكثر فقرا فى ملحمة الحرافيش.

بالطبع نحن لا نحتاج إدريس ولا محفوظ لكى نتعرف على أهالينا الأكثر فقرا، وكيف يعيشون ويأكلون وينامون ويشربون ويمرضون، نحن نعرف جيدا حالتهم، ونعلم أيضا أنهم يعانون فى كل شيء، لا يتعلمون، من يمرض منهم يموت، من يجوع يتسول أو يأكل من القمامة، من يتطلع منهم لحياة آدمية يخالف القانون.

نحن بحاجة إلى تفكيك هذه الفئات وإعادة صياغتها وتحسين حالتها، ليس بالبطاطين فى فصل الشتاء القارس، ولا بكراتين الوجبات المجانية أو المنخفضة التكلفة، ولا بتحسين مستوى مسكن الأسرة، بل بتوفير فرص عمل، بان نفتح الباب للاستثمار وإقامة المشروعات، ونقوم بتعليم  رب الأسرة مهنة تمكنه من الالتحاق بوظيفة، كما يجب أن نهتم بأفراد الأسرة، نعلم أطفالها بالمجان، وأن نوفر لهم علاجا مجانيا، وكذلك نعمل على أن نوفر لهم سلعا بأسعار تتناسب ودخولهم. وعلى ملابس بأسعار مناسبة، يجب أن تعيش هذه الأسر حياة آدمية.

فى ظنى أن البطالة هى القنبلة التى تهدد استقرار هذا الوطن، والذى يتابع طوابير الشباب خلال برامج التوظيف فى المحافظات يدرك جيدا أن هذه الأعداد أداة سهلة للادمان والإرهاب والانفجار فى وجه النظام.

الحكومة مطالبة بأن تضع خططا مستقبلية للقرى والأحياء والأسر الفقيرة، يجب أن نعمل على تغيير هذه الخريطة، وأن نلغى خلال 5 سنوات على الأكثر مصطلح القرى والأسر الأكثر فقرا، وطابور البطالة.

 

[email protected]