رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

  

لم اتعاطف يوما مع الألعاب الالكترونية التى استقطبت ملايين الأطفال والشباب.. وقضت على اجيال لا ذنب لها تلك الجرثومة الحية التى اقتحمت كل بيت مصرى وعربى.. ولدت من رحم المؤامرة والانتقام لتخريب العقول وتدمير العلاقات الاجتماعية والأسرية، أجيال فقدت الإحساس بالمسئولية ,وفضلت العزلة والانطواء عن اللعب والمرح مع أقرانهم.. تلاشت مشاعرهم.. وفقدوا شهيتهم الدراسية، فبات الصراع والعويل والصراخ والنكد روتينا يوميا بين الامهات أمثالى وبين أبنائهن الذين ادمنوا الالكترونيات.

ووسط الأجواء المشتعلة والملتهبة يوميا بينى وبين ابنى بسبب ذلك اللعين «الموبايل» الذى لا يفارق راحته الصغيرة كانت المفاجأة.. تنامى لى كلام غريب متبادل بينه وبين أصحابه فى أثناء مشاركتهم لعبة «بابجي».

ولمن لايعرف pubg هى لعبة تتكون من مئة لاعب والفريق مكون من اربعة لاعبين كل اربعة ضد اربعة، ومشاركة اللعبة تتم بالصوت وكأنهم يجلسون أمام بعضهم البعض وأمام اسم كل لاعب علم بلده.

دا اسرائيلى خد بالك.. متأكد.. ايوه العلم اهو.. ودى لغتهم.

خلاص نطرده.. لا.. نموته الأول وبعدين نطرده.. يالا بسرعة نعمل خطة للهجوم.. هو ليه الولد المغربى مش بيشترك معانا فى الهجوم.. وكمان الأردنى مش بيقول حاجة وبطل لعب وبيتفرج علينا.. مش مهم خلينا إحنا نكمل.. خلاص مات الله أكبر.. الله أكبر.. خلاص خرج خالص من اللعبة.. الحمد لله.

تسمرت فى مكانى وتخيلت كأننى على حدود مصر الشرقية وعلى اعتاب حرب جديدة.

اقتربت من ابنى الذى لم يتخط ١٢عاما وسألته فى ايه.. رد فى منتهى القوة والعزم.. اسرائيلى يا ماما.. ولد اسرائيلى داخل يلعب معانا.. تكاتفنا كلنا عليه وموتناه وخرج من اللعبة.. فرحت استدركه بسؤال اخر ولماذا الإسرائيلى بالذات اللى عاوزينه يخرج من اللعبة؟ ملامح وجهه ارتفعت وانخفضت واستنكر سؤالى واجاب باستفزاز.. اسرائيلى يا ماما بقولك اسرائيلى.

وماله الإسرائيلى سألته بهدوء جم لعلى اسمع منه ما أريده.. فقال مش هما بيقتلوا الفلسطينيين وبيعتدوا على المسجد الأقصى..

فما كان جوابه إلا سعادة واطمئنانا.. وتأكدت أن اطفال مصر هم جيل المستقبل.. أبناء العروبة.