عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

 

طوال العام الماضى، توقعت تقارير مراكز بحوث وصحف غربية «قرب» نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل ستكون الأعنف فى تاريخ المواجهات بينهما، لكن العام مر دون أن يطلق أياً من الطرفين طلقة رصاص واحدة ناحية الآخر.

بحسب هذه المراكز والصحف، فإن هناك مؤشرات عديدة ظهرت خلال الأسابيع الماضية تجعل من نشوب هذه الحرب أقرب للتحقق بنسبة كبيرة هذا العام، ربما يأتى على رأسها العمليات التى قام بها الجيش الإسرائيلى على الحدود اللبنانية وزعم خلالها أنه دمر 4 أنفاق حفرها حزب الله تصل إلى داخل الأراضى الإسرائيلية، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه إسرائيل بتدريبات عسكرية مكثفة استعداداً لمواجهة قد تندلع خلال الشهرين المقبلين مع حزب الله، وهى مواجهة تخطط لها إسرائيل بعد أن فشلت كل أحلامها فى إسقاط نظام بشار الأسد، لمواجهة ما تراه تهديداً إيرانياً لها بسبب العلاقات الاستراتيجية القوية التى تربط طهران بدمشق، وهو سبب مهم من وجهة نظر إسرائيل يدفعها إلى ضرب حزب الله باعتباره حليفاً مهماً لكلتا الدولتين، وإن إضعافه عسكرياً يعنى إضعاف سوريا وإيران بل ولبنان أيضاً.

الخبراء العسكريون الأمريكيون يقولون - بحسب تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية – إن إسرائيل ستشهد ما يشبه أحداث 11 سبتمبر التى شهدتها أمريكا، على اعتبار أن حزب الله سيخذ من المدنيين دروعاً بشرية لمواجهة القوات النظامية الإسرائيلية إذا ما اجتاحت الجنوب اللبنانى، وهوما سيضطرها لقصف منشآت مدنية لبنانية، الأمر الذى سيدفع بحزب الله إلى استهداف مدنيين إسرائيليين بأكثر من 3 آلاف صاروخ سيطلقها يومياً على إسرائيل، وقد يتسع نطاق الحرب إلى قصف ناطحات السحاب الإسرائيلية فى تل أبيب وهو ما سيوقع بأعداد كبيرة من القتلى رداً على مقتل مدنيين لبنانيين، وهو أمر- فى تقديرى - لن يمكن لإسرائيل أن تتجنبه، رغم أنها ستحاول أن تبتعد عنه على العكس من حرب 2006 التى حرصت فيها على قصف أهداف مدنية وقتل المدنيين اللبنانيين لكى تزيد من الضغوط على حزب الله داخل لبنان، وزيادة تكلفة الحرب على الاقتصاد اللبنانى.

الخسائر العسكرية المؤكدة لإسرائيل فى الأرواح والبنية التحتية ربما ستجعل حكومة نتنياهو تفكر ألف مرة قبل الإقدام على ضرب حزب الله، ربما تكون لديها خطط سرية لاغتيال الشيح حسن نصر الله زعيم حزب الله، ربما تستهدف أيضاً القيام بعملية عسكرية سريعة ومحدودة تحول دون قيام حزب الله باستخدام صواريخه فى العمق الإسرائيلى، وكوسيلة للتودد لأطراف سنية عربية، أو لقوى اليمين المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلى، أو للضغط على إيران نفسها فى أى مفاوضات مع أمريكا حول ملفها النووى.

بانتظار الشهرين المقبلين ستصبح الصورة أكثر وضوحاً، ستتكشف خلالها الأهداف الحقيقية للترويج لهذه الحرب فى الصحف الغربية، وهل هناك ترتيبات إقليمية جديدة تستهدف القوى الكبرى تنفيذها فى المنطقة بالسماح لإسرائيل بشنها، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد اجتهادات أكاديمية لمراكز بحثية وجدت فيها الصحف مجرد قصة مثيرة؟!