عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

< طفل="">

عندما تقرر أن تزور معبد فيلة بأسوان أو تبحر نحو جزيرة النباتات فى قارب ستفاجأ بمنظر لم أره فى حياتى من قبل، مجموعة من الصبية يسبحون حول القارب وقد تعرت صدورهم ولا يلبسون سوى شورت قصير، يبحرون على لوح صغير من الخشب يضعه الطفل تحت صدره ليعينه سابحا حول القارب وممسكين بحواف القارب ويبدأ كل منهم فى الغناء بصوت نقى رائع وابتسامة حزينة،يغنى ومعظم جسده يغوص بالماء، ويستمع المبحرون فى القارب للأصوات واحدا تلو الآخر فإن أعجبهم صوت دعَوْا صاحبه ليصعد القارب معهم ويشدو لهم طوال الرحلة ويجمعون له مالا قليلا يرضى به فرحا، ويربط النقود فى صرة صغيرة على ساعده النخيل، ويرمى بجسده فى الماء مرة أخرى باحثا عن قارب ليعرض على مُبحريه صوته علَّ أن يعجبهم.

عشرات الأطفال يمتلكون حناجر ذهبية فى وضع بائس ومعرضون للبلهارسيا وأمراض الصدر والحمى، هل نكتشف من بينهم مطربا أو منشدا جديدا، هل فكرت إحدى القنوات التليفزيونية مصاحبة هؤلاء فى الماء، ومحاورتهم وتقديم أصواتهم للجمهور؟ هل لديهم غطاء تأمينى صحى، اقتصادى، هل يذهبون للمدارس؟لقد أطلقت عليهم « مطرب الماء» لعل أحدا ينتبه إليهم، لعل وعسى.

   •    طفل التراب:

فى طريقى لجامعة جنوب الوادى بقنا أسير فى طريق قنا /سفاجا، وقد لمحتُ طفلة دون العاشرة وهى تغربل الرمل على جانبيْ الطريق لتظفر بحبيبات قمح ألقاها الهواء من السيارات التى تجىء من ميناء سفاجا محملة بالقمح لتحزينه بالصوامع ومطاحن الدقيق بمحافظات الصعيد؛ تعودت أن أراها فى أثناء ذهابى وعودتى، وفى يوم رأيت حادثة على الطريق بين سيارة محملة بالفواكه والخضراوات لأحد أصدقائى وأخرى ملاكى،وبعد نقل أحد المتوفين والمصابين للمستشفى، وتناثر أقفاص الفواكه على الطريق لمحت الطفلة ماتزال تغربل الرمال فى الشمس، ربما لا تستطيع جمع قدح قمح طوال اليوم! دنوتُ منها وقلت لها: خذى ما تشائين من هذه الأقفاص، فردّت الطفلة قائلة: لا يا أستاذ، دى حادثة!!! ولم أعلق.

< خاتمة="">

تجاوزتُ نصفَ الطريقْ

ولم يبق فى صحبتي

غيْرُ ذكرى

ونصفُ صديقْ !

[email protected]