رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

عودة إلى ما طرحناه بالأمس حول خطاب وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. أو بالأصح ما يطرحه بومبيو.. ومن خلفه رئيسه ترامب.. من أفكار ما زالت غير صريحة أو مباشرة.. وهى أفكار نشبهها بـ«عِمَّة» يريد الأمريكان لفها حول رؤوسنا مغلفة بحديث معسول حول «النوايا الحسنة» و«أمريكا التى تمثل قوة الخير للشرق الأوسط».. وحول «البداية الجديدة الحقيقية التى آن أوانها» فيما يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامى.. تلك التى تتمثل وفقا لما قاله بومبيو فى أن «تتحمل كل دولة محبة للسلام فى الشرق الأوسط مسئوليات جديدة لهزيمة التطرف الإسلامي».

•• «المسئوليات الجديدة»؟

ما الذى يقصده مايك بومبو بذلك؟

بلا مواربة.. هو يتحدث عن مشروع «الناتو العربي» الذى تعنى به الإدارة الأمريكية تكوين تحالف عسكرى عربى مماثل لحلف شمال الأطلس «ناتو».. كبديل عن قوات التحالف الدولى.. لمواجهة قوى «التطرف الإسلامي» فى المنطقة التى تحصرها واشنطن فى إيران تحديدا وأطماعها التوسعية.. ومن يوالونها من «شيعة» بعض الدول العربية.. وبشكل خاص فى سوريا ولبنان والعراق.. وعلى رأسهم بالطبع «حزب الله».

قالها بومبيو صريحة فى القاهرة: إنه يدعو دول المنطقة إلى «التصدى للنظام الإيرانى بدلا من إقامة العلاقات معه».. تلك هى المسئوليات الجديدة التى يقصدها.. أما كيف يتصدون للإيرانيين؟ وبأى وسيلة؟.. فهذا هو ما يتحدث عنه فى «الغرف المغلقة».. والذى كشفت دوائر سياسية وإعلامية أمريكية وعالمية عديدة أنه يتمحور حول مشروع «الناتو العربي».

•• هذا المشروع

وهذا الهدف ظل مخفيا منذ أن بدأ بومبيو جولته الحالية.. إلى أن وصل محطة العاصمة القطرية «الدوحة» بالأمس.. ليكشف عنه بصراحة.. قائلا: «إن وجود مجلس تعاون خليجى متحد أمر ضرورى لتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجى المرتقب».. داعيا دول مجلس التعاون الخليجى إلى إنهاء الأزمة «التى طالت» على حد وصفه.. لينهى بذلك عزلة قطر التى تحتضن أكبر قاعدة عسكرية للأمريكان على شاطئ الخليج المواجه للشاطئ الإيرانى.. وليتزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الأمريكى من داخل الدوحة.. عن توقيع مذكرة تفاهم لتوسيع الوجود الأمريكى فى قاعدة «العديد» الأمريكية فى قطر.. والتى اعتبرها «مفتاح الأمن الدفاعى الأمريكي».. وفقا لما نقلته عنه وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

•• واقعيا

لا خلاف على أن الأحداث والتطورات الجارية تسير فى اتجاه ما يمكن اعتباره «مقاربة إقليمية» جديدة فى الشرق الأوسط.. وهو ما يترجم فى اقتراح الإدارة الأمريكية إطلاق «الناتو العربي» الذى يضم تحديدا 4 دول عربية هى مصر والسعودية والأردن والإمارات.

وبحسب الرؤية التى تم إعلانها عقب قمة الدول العربية والإسلامية بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية فى مايو 2017.. فقد أيدت الدول الـ 55 المشاركة فى القمة فكرة تدشين تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجى الذى وُصف آنذالك بـ«الناتو العربي».

إلا أن هذا المشروع توارى عن الأضواء منذ ذلك الوقت.. إلى أن عاد مرة أخرى للظهور مع تكرار حديث ترامب عما يسميه «خسائر أمريكا من الاستثمار فى حماية الحلفاء».. وأيضا تزامنا مع تصعيد خطابه التهديدى ضد النظام الإيرانى.

•• لكن

المقلق هو أنه حتى الآن لم تظهر أى مؤشرات على طبيعة هذا التحالف.. ودور مصر فيه.. وأيضا دور قطر فى ظل تصريحات بومبيو التى أطلقها من الدوحة.. وكذلك علاقة التحالف الاستراتيجية مع اسرائيل.. وهل ما زالت رؤية واشنطن قائمة على أن يكون مقره الرئيسى ومركز عملياته فى مصر تحديدا؟.. ليكون بذلك بمثابة «إعادة صياغة أمريكية» للمشروع الذى طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مارس 2015 أمام قمة شرم الشيخ الاقتصادية.. عندما دعا إلى تشكيل قوة مشتركة لحماية الأمن القومى العربى.. أم أن التصور الأمريكى قد تخطى حدود هذه الرؤية المصرية ليصبح الهدف ليس «حماية الأمن القومى العربي».. ولكن توريط دول التحالف فى فخ حرب مذهبية (سنية شيعية) لا تحقق الا حماية أمن ومصالح إسرائيل..؟

وهذه هى «العِمَّة» التى نرفض وضعها فوق رؤوسنا بالطبع.