رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

الأسرة هى النواة الأولى للمجتمع، بل هى العنوان الكاشف لحالة أفراده وطبائعهم وسلوكياتهم، فالمجتمعات مهما كان حجمها، تبدأ بالفرد الذى لا يكون له وجود إلا من خلال الأسرة، وهى الدائرة الأولى والأقرب التى يتعلم منها كيف يتعامل مع من حوله، ذلك أن سلوكيات الفرد ومفردات لغته مكتسبة فى جانب كبير منها، كما أن اتجاهاته نحو القضايا التى يتعرض لها فى حياته يغترف فيها من معين الأسرة، وقد يتقمص شخصية والده ويحاكيه. خاصة فى سنواته الأولى التى تدوم تجاربها طويلاً، لذا كانت سلوكيات الأبناء والقيم التى يتحلون بها، تعبيراً عن حالة الأسرة ذاتها، كما أن سيرة الأسرة التربوية وسمتها كفيلتان بمعرفة كيف تكون حالة أبنائها، باعتبار أن المحيط الأولى للفرد يترك آثاراً سلوكية ونفسية من الصعب محوها. على الجانب الآخر، إذا أردت أن تعرف كيف انحرف المنحرفون، وأقدم المجرمون على اقتراف جرائمهم، بل كيف ذهب قادة بشعوبهم إلى أتون الهلاك والدمار والحروب، فابحث عن نشأتهم الأولى، ستجدها افتقدت العطف أو النموذج السوى الذى يمكن التمثل به. الأسرة هى مصنع الرجال، وإذا أردت أن تحكم على مستقبل أية أمة، فما عليك إلا التحقق من نهج الأسر فى التعامل مع أبنائهم الذين سيكونون آباء وأمهات المستقبل.. وهكذا دواليك. لذلك من الأهمية بمكان ألا يكتفى دور الوالدين بتوفير الاحتياجات المادية لأبنائهم، معتقدين أن هذا هو غاية المنى ومنتهى الأمل، لكن يجب أن يكون هناك حوار دائم ولقاءات ثابتة مهما كانت شواغلنا، فضلاً عن توسيع نطاق القاسم المشترك بين الآباء وأبنائهم، مثل صداقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى ومشاركتهم بعض الاهتمام أو التظاهر بذلك، لفتح مجال أكبر للاقتراب من أفكارهم، فهم ولدوا لزمان غير زماننا. من هنا تجيء المقولة الكاشفة «إن الرجال لا يولدون، بل يصنعون»، تعبيراً صادقاً عن دور الأسرة المحورى فى صناعة مجتمع آمن بمعناه الشامل والواسع الذى يعنى أنه آمن فى فكره وثقافته، وآمن على حاضره ومستقبل أبنائه، وآمن على مكتسباته وإنجازاته.

إن بناء الرجال قرين بناء الأوطان، لأنهم المدافعون عن الوطن والحامون له، لذلك فى تقديرى أن الترابط الأسرى من القضايا المتعلقة بأمن الوطن الذى يبدأ من الأسرة، وإذا كان الأمر كذلك، فلا ينبغى أن يتنازل الأبوان عن هذا الدور ليقوم به غيرهما، لأن كل رجل عظيم محقق لذاته ونافع لمجتمعه، هو ابن لأسرة مترابطة، لذلك أعود وأكرر أن الترابط الأسرى هو الطريق إلى مجتمع آمن.