رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

ما زلت أطالب الحكومة بتوفير مؤسسات ومصحات لضم ودعم وحماية المشردين ومرضى الأمراض النفسية والعقلية المنتشرين فى أنحاء المحروسة، هؤلاء بالفعل يحتاجون إلى دعم لا تقل أهميته عما تقدمه الدولة لذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين.. إنه الواجب الوطنى الذى لا تقل أهميته أيضاً عن البناء وإقامة المشروعات الضخمة.. أنت هنا تبنى الإنسان الذى هو أهم من أى مشروع مهما كانت ضخامته وأهميته للمجتمع.. أنت هنا تحمى المجتمع تماماً كما تحمى الأمن القومى.. المسألة لا تحتاج إلى مليارات أو الاعتماد المفرط على مؤسسات العمل المدنى طالما أن تلك المؤسسات لا تقوم بواجبها على أكمل وجه.. ما زلت أصر على أن هؤلاء المشردين قنبلة موقوتة لا يجب الاستهانة بها وهى حرب لابد من أن تخوضها الدولة لا تقل أهمية عن الحرب ضد الإرهاب.. أين مجلس النواب من انتشار تلك الظاهرة.. وهل تحتاج إلى صوت هذا المسكين المشرد المريض الضعيف حتى تتحرك وتقف جواره.. صدقنى أيها النائب حماية هذا المشرد ودعمه لا يقل أهمية عما تبغى إليه من حماية ورعاية أهل دائرتك المنتخبين لك.. إنك تحميه من الاستغلال وذل الحاجة وانتشار الأمراض والأوبئة وكوارث الجرائم.

***

عندما يصبح الكذب والشائعات صناعة تأكد أنك فى طريق الهلاك.. ويذكر «ابن قيم الجوزية» هو فقيه ومحدث ومفسر فى النصف الأول من القرن الثامن الهجرى فى كتاب «مفتاح دار السعادة».. جلس ابن القيم تحت ظل شجرة.. رأى نملة تسير بجوار مكان جلوسه.. حتى دنت من جناح جرادة.. فأرادت حمله معها مراراً.. فلم تستطع لثقله عليها.. فاتجهت إلى معسكرها (قرية النمل تحت الشجرة)، فما لبثت هنيهة حتى جاء فوج كبير وجم غفير من النمل معها لمكان الجناح (يبدو والله أعلم أنها استنفرتهم لمساعدتها)، فلما دنا الفوج من المكان، رفع ابن القيم جناح الجرادة.. فبحثوا فلم يجدوا شيئاً.. فعادوا إلى مكانهم وقريتهم بعد أن أضناهم التعب.. وبقيت نملة واحدة، ظلت تبحث بهمَّة عالية.. (يبدو أنها النملة الأولى التى أبصرت الجناح أولاً).. فأرجع ابن القيم الجناح، فلما رأته طربت له، وحاولت سحبه فلم تستطع، فاتجهت مسرعة إلى رفيقاتها.. ولكنها أبطأت فى الخروج من القرية.

(الظاهر أنها حاولت إقناعهم بصدق حديثها، حيث قلت مصداقيتها لما جرى فى المرة الأولى).. ثم خرج معها فوج أقل من المرة الأولى.. حتى دنوا من مكان الجناح، فرفعه ابن القيم قبل وصولهم، فلم يجدوا شيئاً.. فلما أضناهم البحث، رجعوا إلى قريتهم خائبين، وبقيت نملة واحدة تبحث كالمصروعة (لعلها نفس النملة بطلة الحدث)، وحينها أرجع الشيخ الجناح إلى مكانه، فلما رأته طربت له ثانية وانطلقت مسرعة إلى القرية، وطالت جداً أكثر من الثانية، ثم لم يخرج معها إلا سبعة فقط.. فلما دنوا من مكان الجناح رفعه ابن القيم قبل وصولهم إليه.. فلم يجدوا شيئاً.. فاشتاطوا غضباً (على ما يبدو)، حتى إنهم أحاطوا بها كالمعصم، وجعلوها فى وسطهم، لقد انقضوا عليها، فقطَّعوا رفيقتهم النملة قطعة قطعة، وبعد أن أنهوا جريمتهم النكراء فى وضح النهار، وفى عالم يموج بالظلم، حتى فى أوساط الحشرات ألقى إليهم ابن القيم بالجناح، فلمَّا أبصروا ندموا كثيراً وأحاطوا برفيقتهم المسكينة (ضحية عدم التثبت) وقد انتابهم حزن كبير، ولكن بعد فوات الأوان.