عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ستظل سوريا بمثابة الشوكة فى حلق الكيان الصهيونى؛ إلى جانب أنها الورقة السياسية الرابحة فى الانتخابات الإسرائيلية، لذلك يدخل رئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» هذه الحملة الانتخابية بالذات ووضعه مختلف عن باقي الحملات الثلاث السابقة، هذه المرة الأولى التي تمنحه استطلاعات الرأي العام تقدّماً، ومع ذلك ليس من مصلحة نتنياهو السعي وراء إحداث تغييرات جذرية بالمشهد السياسي وخاصة على الجبهة الشمالية، لذلك يمكن قراءة القصف الإسرائيلي على سوريا كمحاولة تسويق نتنياهو نفسه أنه مازال سيّد الأمن الصهيوني، خاصة بعد ضمّ وزارة الحرب لمناصبه الوزارية الأخرى، و عملية «درع الشمال» من أجل مُحاربة أنفاق حزب الله اللبناني، ومن ثم يستأنف الطيران الإسرائيلي القصف على الأراضي السورية من بعد توقّف منذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية في السماء السورية .

 هذا الزُخم العسكري، رسالة من نتنياهو إلى الناخِب الصهيوني أن قبول الحكومة بقيادة نتنياهو لوقف إطلاق النار بعد التصعيد الأخير على ساحة غزَّة لم يكن نابِعاً من الهزيمة أو من تآكل قوّة الردع الصهيونية، كما اتّهمه بذلك وزير الحرب المُستقيل «أفيغدور ليبرمان»، بل نابع من الحاجة إلى تركيز الجهود صوب الجبهة الشمالية الأكثر خطورة استراتيجياً على دولة الكيان؛ إلى جانب أن نتنياهو حاول التغطية على فشله في إقناع الرئيس الأمريكي ترامب بالعدول عن قرار الانسحاب من  قاعدة «التنف العسكرية» شرق سوريا، وخاصة أن قرار ترامب بالانسحاب لم يكن بالتشاور مع نتنياهو، على  عكس ماحدث  عند انسحاب ترامب من اتفاق الـ«5+1» مع إيران، وقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لذلك نتنياهو يُقاتِل طواحين الهواء في سوريا، لأن هدفه الحقيقي صورة القتال وليس الانتصار، وعامة لم يكن مستغرباً السلوك الإسرائيلي، ولاسيما بعد سلسلة وجملة من الأحداث الطارئة على المشهد، وخاصة مع الدفع نحو دعم أمريكي لتركيا للإجهاز على ما تبقّى من فلول داعش.

وبالتالى فإن مايحدث مع سوريا بمثابة التغطية على الهزيمة السياسية وتعزيز حضور خصوم إسرائيل، وإسقاط مشروع تقسيم سوريا، إلى جانب أنها رسالة إسرائيلية لما يقال عن صفقةٍ أمريكيةٍ روسيةٍ تقضي بانسحابٍ إسرائيلي من الجولان، وانسحاب أمريكي من سوريا، مقابل انسحاب إيراني لمئة كيلومتر بعيداً من الحدود السورية مع فلسطين، هذه الرسالة مفادها أن أية صفقة يجب أن تتضمّن فعلاً التزامات فاعلة بإنهاء أية تهديدات عسكرية للجانب الإسرائيلي مصدرها الأرض السورية.

وعامة منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها العسكرية من سوريا والكيان الصهيوني ينتقد عبر إعلامه هذا القرار ويصفه بأنه ضد المصالح الاستراتيجية والأمنية للكيان الصهيوني، وأن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب عسكرياً من سوريا يُعدّ خدمة استراتيجية مجانية للمحور السوري الإيراني مع حزب الله في صراعهم مع الكيان الصهيوني.

 والسؤال الذي يطرح نفسه بقوّة حالياً لماذا يرفض الكيان الصهيوني انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً من سوريا؟؛ هل لأن الانسحاب سيُحبط المخطّط الصهيوني الساعي إلى تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية ومذهبية  وعرقية قومية،  أما أن الكيان الصهيوني كان يعوّل على التواجد العسكري الأمريكي في الشرق السوري لمواجهة القدرات الجيو سياسية المتنامية لدول محور المقاومة، فدول محور المقاومة أصبحت على تواصل جغرافي كامل مع بعضها البعض فإيران والعراق وسوريا ولبنان أصبحت على تواصل جغرافي بري مباشر مع بعضهم البعض ما يسهّل لوجيستياً عمليات نقل المقاتلين والأسلحة والذخائر عبر الطريق البري الواصل بين دول محور المقاومة، وهذا يُعدّ أكبر تهديد استراتيجي للكيان الصهيوني.