رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قد يجد البعض لا فارق بين السياسة والإدارة, وقد يجد البعض الآخر أن السياسة لا تخرج عن كونها شعارات تُقال فى العلن وممارسات تتم فى الخفاء على الأرض, وقد يجد البعض الآخر أن السياسة هى فن الممكن, وقد يجد البعض الآخر أن السياسة هى كيف تنقد خصومك..... إلخ؟

فإذا ضربنا كل هذه الموجودات فى الخلاط سنخرج بالنتيجة الحتمية التى يتمتع بها غالبية السياسيين فى مصر وإن شئت الواقع فى كل الدول المتخلفة كانت ثرية أو فقيرة؟!

أعتقد أننا مازلنا نبحث عن السياسة, فلا يوجد لدينا فلاسفة ولا فقهاء سياسيون ظاهرون على الساحة ولكن يوجد بكثرة من لديهم مشاريع معارضة تحمل الأيديولوجية الخاصة بهم أو موالين يحملون أيديولوجيتهم الخاصة.

لا ندرى على وجه الدقة ما هى الفلسفة السياسية لحزب الأكثرية فى مجلس الشعب؟ هل نظرنا لحقوق العامل فى الحماى من الكسالى والنصابين وخبراء التحايل بالقوانين؟ هل لدينا القدرة على تحميل المسئولية لهؤلاء المتبارين فى زيادة نسلهم بالرغم من محدودية أو معدومية دخلهم؟

هل مازلنا تحت وطأة لخوف وفلسفة التراجع والتأجيل وفقه دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة؟

أتفهم أن جماعة الإخوان الإرهابية فشلت فى حكم مصر وتحولت إلى مصدر رئيسى لتمويل وصناعة الإرهاب فى بلدنا وبلاد العرب والعالم، لإنها لا تمتلك هذه العقول التى تحمل فلسفةً وفقهاً سياسياً ولكن تحمل غروراً وتكبراً لأنهم يصلون أو يحملون شهادات جامعية أو استطاعوا إبرام صفقة سياسية مع نظام الرئيس الأسبق مبارك؟ هم يظهرون على شاشاتهم الممولة لتنطق ألسنتهم بهلوسة لم أشهد مثلها من رجال ونساء؟ حسناً فعلوا فقد استطعنا تعريتهم وإزاحتهم من حياتنا السياسية على الأقل, ولكن لا تزال لدينا هذه المشكلة؟

لا يوجد على الساحة العامة والإعلامية هؤلاء الموجودون فى الواقع والذين يستطيعون بناء مشروع سياسى واضح المعالم مبنى على فلسفة واقعية وفقه ناضج لما سيتم تخطيطه لمراحل بناء الوطن! هم موجودون فى كل أمة وشعب, ولكن القدرة على اكتشافهم هى التى قد لا تكون متاحة عن قصد كما كان فى الستينيات, وفى حالتنا فى مصر الآن أعتقد أنها نتيجة الخوف من أن يؤدى ذلك إلى  تدفق فى الحياة الحزبية والسياسية وتراجع خطوات فى محاربة الإرهاب!

عسى أن أكون محقاً إن اعتقدت أن هناك هجمة شرسة أخرى للجماعات الإرهابية فى مصر والدول العربية فهى لم تصل فى هجمتها الأولى إلى نصر حقيقى لتفكيك دول الشرق الأوسط  لتتم خطة الشرق الأوسط الجديد أو بعبارة أدق الشرق الأوسط العبيط!, كما حدث للاتحاد السوفيتى ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.

أعتقد أن هذه ليست نظرية مؤامرة فالحرب العالمية الثالثة التى بدأت فى 11 سبتمبر 2001  واقع تتم أحداثه بطرق جديدة فى فنون الحرب وإن لم تكن لدينا الرؤية الصحيحة لتصحيح مسارنا السياسى والاقتصادى والاجتماعى والفكرى والقيمى والدينى فلن نكسب هذه الحرب الضروس، لأن الشعوب الواعية هى التى تُنتج وتحمى جيوشاً قادرة، يبقى السؤال مطروحاً: هل سنستطيع إظهار السياسيين الحقيقيين أصحاب الفقه والفلسفة السياسية أم سنظل ندور فى عشوائية السياسة والفقه؟