عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول الثعلب «ألفير» صديق العرب المزعوم مستطرداً: عند هذا الوقت كانت القيادة الإسرائيلية قد تخلت عن حل الدولتين مختارة عدة بدائل نشأت وتم الترويج لها بعد حرب عام 1967 التى غزت فيها إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وأعادت جزءاً من الأرض إلى السلطة الأردنية فى صورة حكم ذاتى على أساس أن الأردن هى فلسطين.

وحتى اتفاقية أوسلو عام 1993 التى أمكن عقدها نتيجة قرار المجلس الوطنى الفلسطينى عام 1988، حتى هذه الاتفاقية لم تنجح فى خلق التزام رسمى مشترك لحل دولتين، وفى السنوات التالية فإن رئيس الوزراء رابين وبعده شيمون بيريز كانا ملتزمين ضمنياً بحل يتضمن قيام دولتين ولكنهما تجنبا الإعلان رسمياً عن ذلك لعدة أسباب: أولاً تكتيك تفاوضى لأنهما كانا مركزين على اتفاقية أوسلو المؤقتة وثانياً لأنهما تجنبا استثارة الرأى العام اليمينى فى إسرائيل فبنيامين نتنياهو الذى أصبح رئيس وزراء إسرائيل من عام 1996 حتى عام 1999 رفض رفضاً قاطعاً حل الدولتين.

فقط خلال الأربع سنوات السابقة برز حل الدولتين من جديد على يد رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك خلال اجتماعات كامب دافيد وطابا وبتشجيع من الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فقد عرض باراك على الفلسطينيين دولة فلسطينية على مساحة حوالى «90٪» إلى «95٪» من الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

كان باراك يعرض ترحيل حوالى ثلث المستوطنين اليهود فى الأرض الفلسطينية من مستعمراتهم «حوالى 60٪» إلى «70 ألف مستوطن» يهودى وضم الثلثين الباقيين إلى إسرائيل، وعندما رفض الرئيس عرفات شروط هذا العرض أساساً بسبب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وكذا الشروط الخاصة بجبل الهيكل (يقصد ألفير المسجد الأقصى وقبة الصخرة) وليس الخريطة المقدمة أصبح العرض لاغياً، ثم جاء ارييل شارون لرئاسة الوزارة وكان أول رئيس وزراء إسرائيلى يوافق رسمياً على حل دولتين «مع الإشارة إلى ما يستحيل أن تكون هذه الدولة الفلسطينية دولة حقيقية كما كان الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن أول رئيس أمريكى يعرض حل دولتين كسياسة أمريكية رسمية للشرق الأوسط ولم يعتمد مجلس الأمن حل الدولتين إلا 2002 بقراره رقم «1397» فى نفس الوقت تقريباً الذى اعتمدته جامعة الدولة العربية من خلال المبادرة السعودية. من المدهش أن هذا الاندفاع نحو حل الدولتين على مستوى دولى وعربى فى الوقت الذى تدهورت فيه عملية السلام نفسها إلى عنف شديد لدرجة أن السعودية لم تستطع أن تفعل ما فعله الرئيس السادات أو الملك حسين من مخاطبة الرأى العام الإسرائيلى مباشرة والوصول لمعاهدة سلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن.

تهديدات إلى مفهوم حل الدولتين:

هذا الموجز المختصر للتاريخ القصير لموضوع حل الدولتين يعنى الكثير للإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم الذين آمنوا بحل على أساس دولتين وعملوا من أجله لعقود عديدة واعتبروه أمراً مسلماً، ولكن لا يمكن أخذ هذا الحل كأمر مسلم به لعدة أسباب، فأولاً لأن الأعداد البشرية تسير فى اتجاه معاكس، فأعداد المستوطنين اليهود فى أرض فلسطين تستمر فى الانتشار فى الضفة الغربية بصورة متعمدة لجعل حل الدولتين مستحيلاً فهناك ستون مستوطنة جديدة فوق الأرض الفلسطينية نشأت خلال الثلاث سنوات منذ حكومة شارون ولم تقم حكومته بأى جهد حقيقى لإيقاف التوسع فى الاستيطان اليهودى فوق الأرض العربية.

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال التالى لنرى ما يروجه الثعلب صديق العرب المزعوم.

 

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد