رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

لا أنكر أن تدشين هاشتاج «هذه مصر» بعد حادث تفجير أتوبيس الهرم كان تلقائيا وبـ«حُسن نية» من صاحب المُبادرة فى توضيح أن مصر بخير، ولم يكن انسياق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى خلال الساعات الأخيرة وراء هاشتاج «this is Egypt»، بعد الحادث الإرهابى الأليم الذى تعرض له أتوبيس سياحي، الجمعة الماضية 28 من ديسمبر 2018، حينما انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة بجانب سور فى شارع المريوطية بالجيزة أثناء عبور الأتوبيس، ما أدى إلى وفاة 4 أشخاص، وإصابة 11 آخرين، لم يكن الا رغبة فى تحدى الإرهاب وللرد على الصورة التى تسعى العناصر الإرهابية لتصديرها للخارج، فى محاولة لزعزعة استقرار الوطن، والتأثير على السياحة.

وجاء حرص المُشاركين فى هاشتاج «هذه مصر» على نشر صور، واستعراض صور للعديد من المناطق السياحية فى مُختلف محافظات مصر، والمناظر الخلابة لشوارع المحروسة، من منطلق اعتقاد أن هذا هو الأسلوب المُناسب فى وقت الحادث الإرهابى لتسويق أن مصر آمنة.

أشادت كثير من الصحافة بهذا الهاشتاج، وهذا أيضاً بحُسن نية ورغبة فى اظهار الوجه الآمن لمصر.

لكن انتشار تعبير «هذه مصر» فى وقت تسليط وسائل الاعلام الأجنبية الضوء على عملية المريوطية الإرهابية، وبث القنوات التليفزيونية مُلخصا عن العمليات الإرهابية التى استهدفت مصر أضاع الهدف الذى رغب أصحاب المُبادرة فى تحقيقه.

فما الصورة التى استقرت فى ذهن المُشاهد للقنوات التليفزيونية الأوروبية والقارئ للصُحف فى هذه البلاد؟ هل هى الوجه الآمن لمصر والأماكن السياحية الجميلة؟.. كما أن ذكر بعض وسائل الاعلام المصرية لأحداث إرهابية أوروبية مثل عملية ستراسبورغ التى حدثت مؤخراً على الحدود الفرنسية الألمانية، بغرض عقد مُقارنة وإبراز واقع أن الإرهاب يحدُث فى كل مناطق العالم، هو أيضاً اعتقاد خاطئ لأنه يبدو تبريرا « وإن كان ليس هو المقصود.

وحتى لا تتحول الصحافة لآفة تصيب أذهان الجماهير المُستهدفة التى تتلقى المعلومات، من المُفيد وضع الأمور فى نصابها عند التناول لحدث ما أيا أن كان نوعه، لا يكون بالطويل المُمل ولا بالقصير المُخل، نلقى الضوء على قضايانا بموضوعية وحيادية حتى نحظى بمصداقية القراء والمُشاهدين للقنوات التليفزيونية.

ما نحتاجه هو خطاب إعلامى نتوجه به للغرب لتوضيح الواقع المصرى بواقعية، نشرح فيه ان الإدارة السياسية جادة فى قيادة الشرطة والجيش لمكافحة الإرهاب، وان حياة وأمن الانسان هو المحور الأساسى، أقول الإنسان بغض النظر  عمن هو، وما عقيدته أو لونه أو جنسه، وليس السائح الأجنبى، أما هاشتاج «هذه مصر» فى وقت أظهرت فيه القنوات التليفزيونية دماء زوار مصر من ركاب الأتوبيس، ونقول هذه مصر لم يُصِب الهدف.

 

[email protected]