رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

عندما أصدر  الرئيس الراحل أنور السادات كتابه «البحث عن الذات»، فى أبريل عام 1978، كنتُ رئيسًا لاتحاد الطلاب فى جامعتى، وقبل أنْ أقرأ فى الكتاب كلمة واحدة كتبت منشورًا ضده بعنوان «الرجل الذى فقد ذاته». كُنتُ ومعظم طلاب مصر وقتها يملؤنا حماس الطائشين، وكُنا كمعظم المصريين جُهلاء بقيمة الرجل وقدره، نتصيد له المواقف؛ لنسخر منه، ونُهاجِمه بسفالة وقلة أدب.. ولم نَكُن وحدنا الطائشين، فقد كان الطائشون ملايين بطول الوطن العربى وعرضه، استعصى عليهم فهمه فاتهموه بالعمالة والخيانة، ومازال لهؤلاء بقايا، يستجمعون قواهم، ويُسِنّون ألسِنتَهم فى مُناسبات، ليُمارسوا هوايتَهُم فى تشويه الرجل الذى ـ عابه أنَّه ـ كان يعيش فى المُستقبل أيام زمان، ومُعظمنا كُنَّا نعيش فى الظلام.

وأول أمس مرَّ قرنٌ كامل على ميلاد أنور السادات، واحتفلت صحافة العالم بذكرى ميلاده، وأقرَّ الكونجرس الأمريكى قانونًا يمنحه ميداليته الذهبية؛ تقديراً لإنجازاته، ومساهماته في إقرارالسلام فى المنطقة، كثانى أرفع تكريم له، بعد تكريمه بجائزة نوبل للسلام عام 1978. وفى مصر احتفلنا على طريقتنا بكلمة من الرئيس بهذه المناسبة، واحتفال بسيط أقامته وزارة الثقافة، وكام كلمة فى فقرات ببرامج تليفزيونية وإذاعية، وهذا غير كافٍ فى مُناسبةٍ كهذه، كان من الضرورى الإعداد لها جيدًا. ولا أقل من إعادة نشر كُتُبه، وأولها كتاب «البحث عن الذات»، الذى إنْ كُنتُ قد قرأتُه أيام الطيش أنا والجهلاء أمثالى، ما سخرنا منه، وما سِرنا فى المُظاهرات نهتف بسقوطه، ونَسُبه ونَلعنه، ونَتهِمه بالعمالة والخيانة. لم يَكُنْ أقل من الإعداد لعمل درامى ضخم، يكشف عن شخصية السادات الإنسان، الذكى، النابغة، المُحنَّك، الداهية، المُثقَّف، الكاتب، الصحفى، السياسى، الفريد، القوى، المُجَاهِد،البطل، الشُجاع.. لم يكُن أقل من إعادة اسمه إلى ميدانه، ورفع تمثال له فى وسطه، يُذكِّر الغافلين بعظمته.

أنور السادات يستحق أكثر من ذلك بكثير.. رَحِمَ اللهُ روحَه، وأبقاه حيًا فى ذاكرة التاريخ مع العُظماء.