رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

منذ عدة أشهر وأنا أتابع بشغف البرنامج التليفزيونى «مصر المحروسة»، عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع على القناة الأولى للتليفزيون المصرى، وهو من إعداد الأستاذ الدكتور محمد حمزة، وتقديم وتعليق عبدالله يسرى، ولا أخفى إعجابى الشديد بل وانبهارى بما يتناوله البرنامج أسبوعياً لأهم الآثار الإسلامية والتاريخية والتراثية العظيمة فى مصر المحروس، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.. وما أكثرها.. وما أروعها.. وما أعظمها.

هذه الكنوز الأثرىة ظلت ومازالت مهملة.. ونالت ما نالت من التعدى والتخريب والسرقة بفعل إهمال الدولة من ناحية، وبسبب جهل المصريين بأهمية هذه الآثار الإسلامية والتاريخية من جهة أخرى.

وأعتقد والله أعلم أن هذا البرامج -رغم أهميته- لا يشاهده أحد من المسئولين فى هذا البلد، لا فى وزارة السياحة، ولا فى وزارة الآثار، ولا فى البرلمان.. ولا فى أى جهة أخرى حريصة على التراث المصرى القديم الذى تركه لنا الأجداد ليكون شاهداً على عظمة هذا الشعب من رقى وفن وحضارة.

هل شاهدتم عشرات المساجد والقباب والمقابر الملكية المليئة بالزخارف الإسلامية البديعة الرائعة التى تكتظ بها منطقة مقابر الأزهر، والواقعة بين شارع صلاح سالم وطريق الأوتوستراد، وكيف أهملناها.. هل شاهدتم عشرات البيوت التاريخية والأسبلة والمساجد الأثرىة التى تكتظ بها مناطق الدرب الأحمر والجمالية والسيدة زينب ومصر القديمة التى ما زالت تقع تحت سيطرة الباعة الجائلين وتارة الخردة وعربات الكشرى.. ماذا فعلنا بعشرات القصور التاريخية التى تركها لنا الأمراء والنبلاء فى صعيد مصر، وقد نالت ما نالت من التخريب والهدم تحت سمع وبصر الدولة!! ماذا فعلنا بالقصور الملكية وقصور الأمراء والنبلاء من التخطيط والتسويق السياحى؟! اذهبوا إلى مسجد الظاهر بيبرس بحى الظاهر وشاهدوا عمليات التخريب التى تمت على أيدى المسئولين بالآثار أنفسهم!! وهل تعرفون ماذا فعل بقصر البارون إمبان بمصر الجديدة!!

إن بلداً مثل تركيا ليس لديها عشرات ما لدينا من آثار إسلامية وقصور تاريخية ورغم ذلك هى تمتلك قدرات جديدة للتخطيط والتسويق السياحى والإدارة الجيدة، فهى تنظم رحلات لهذه المناطق الأثرية للسائحين لذا تحولت السياحة الدينية والتاريخية إلى مصدر مهم للدخل التركى، وهذا ما تفقده مصر منذ زمن حتى الآن!!

إن مصر تمتلك ثروة أثرية ومعمارية إسلامية وقصور تاريخية تتوافر فيها كل عوامل الجذب السياحى، ولا يوجد لها مثيل فى أى مكان آخر فى العالم، لا فى تركيا ولا غيرها.. هذه الثروة الأثرية تحتاج إلى إدارة جيدة وإلى تخطيط وتسويق سياحى جيد، وإلى رقابة جديدة ومتابعة حيدة، وهذه هى أسس التنمية السياحية فى أى بلد فى العالم.

فليس من المعقول أن تهتم الدولة بكل أجهزتها بالحضارة الفرعونية وتتجاهل الثروة الأثرىة الإسلامية أو القبطية أو تلك القصور التاريخية التى تتميز بعبقرية البناء والزخارف وفنون العمارة التى نادرا ما نجدها مجتمعة فى بلد واحد، هى مصر المحروسة.

تابعوا برنامج «مصر المحروسة»، وسوف تحزنون على ما لدينا من كنوز أهملناها بفعل فاعل.