عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

قرار الرئيس الأمريكي ترامب سحب قواته المساندة للمقاتلين الأكراد في منطقة شمال شرق سوريا.. حيث كان لهؤلاء المقاتلين دورا حاسما في الانتصارات التي تحققت على تنظيم داعش الإرهابي.. يطرح السؤال من جديد: هل هزيمة داعش في سوريا هي فصل الختام لمأساة شعب هذه الدولة الشقيقة أم أنه نهاية مرحلة وبداية أخرى في سيناريو الصراع الأسود الذي تم فرضه من قوى خارجية وداخلية على السوريين؟.. ومن المستفيد الأكبر من هذا القرار الأمريكي؟.. وأيضا من هو أكبر المتضررين؟

•• من قبل

قالها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «المخضرم»: إن إنهيار تنظيم داعش لا يقل خطورة عن استمرار وجوده في ظل ما هو قائم من «تعقيدات فيما يتعلق بالانحياز لأطراف النزاع في الشرق الأوسط».

حيث يرى كيسنجر أن أطماع إيران في الأراضي المحررة من سيطرة داعش تمثل خطرا كبيرا على المنطقة.. وأنه «إذا ما تم احتلال الأراضي المحررة من داعش من قبل الحرس الثوري الإيراني أو القوات الشيعية المدربين والموجهين من قبله، فإن النتيجة يمكن أن تكون حزاما إقليميا ـ شيعيا ـ يمتد من طهران إلى بيروت».

هذه الرؤية نابعة من التساؤل المنطقي: «إذا كانت كل القوى العالمية.. بما في ذلك إيران الشيعية والدول السنية الرائدة توافق على ضرورة تدمير داعش، فأي كيان يفترض أن يرث أراضي هذا التنظيم بعد انهياره؟ هل ائتلاف من السنة؟ أم مجال نفوذ تهيمن عليه إيران؟».

•• لا شك

انها رؤية خطيره.. وأن تحذير كيسنجر يعكس حقيقة أن هناك قوى عالمية تريد لمنطقة الشرق الأوسط أن تظل واقعة تحت حصار العنف والطائفية والاقتتال الأهلي.. وهو ما يعزز الاتجاه بقوة الى إشعال حروب في المنطقة تمهد لتفعيل سيناريو التقسيم «سايكس بيكو الجديد».. وهو ما لا نعفي دولا في المنطقة.. مثل قطر وتركيا.. في الضلوع فيه باختلاق الأزمات وإفتعال تحركات عسكرية استفزاية.

•• ما نريد قوله

هو أن هزيمة داعش في سوريا لا تعني بالضرورة نهاية قوى التطرف والإرهاب التي زرعت زرعا في المنطقة لتدميرها.. وقد يعود داعش بشكل آخر وبمسمى جديد.. ويتمدد في مناطق ودول أخرى.

لكن يظل السيناريو الأخطر الذي تبدو مؤشراته في الأفق هو النفخ في كير الأطماع الإيرانية لإشعال حرب بين القوى السنية والشيعية.. وربما الكردية أيضا.. تكون نواة لانفجار إقليمي كبير.

ولذلك يرى المعارضون لقرار ترامب أن الرابح الأكبر من هذا القرار هي إيران.. لأن القرار يمكن أن يؤدي إلى إطلاق يد إيران (وكذلك روسيا) في الأراضي السورية.. كوذلك سيكون لتركيا نصيب كبير من نتائج هذا الانسحاب الأمريكي.. إذ يؤدي الى تعزيز تواجدها في عمق الأراضي السورية المتاخمة لحدودها.

•• أما الخاسر الأكبر

فهو أكراد سوريا الذين كانت القوات الأمريكية تدعمهم وتوفر لهم الغطاء الجوي في قتالهم ضد «داعش».. إذ سيجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع القوات التركية إذا ما أقدمت على تعزيز تواجدها داخل الحدود السورية.

ولن يكون أمام هؤلاء الا أن يبحثوا عن طرف بديل يدعمهم في حماية أمنهم.. وهذا الطرف قد يكون الجيش السوري النظامي نفسه.. أو القوات الروسية على وجه التحديد.

•• لكن

يظل كل ذلك رهن سيناريوهات ما يمكن أن يحدث في الفترة القادمة من تحركات لمحاولة سد فراغ انسحاب القوات الأمريكية من شرق الفرات.. فقد تتدخل تركيا وتبدأ عمليتها العسكرية المرتقبة هناك.. وقد لا تقدم على ذلك في ضوء التحذيرات الدولية من أن أي هجوم تركي على سوريا سيتسبب بموجة من اللجوء تشكل خطورة كبيرة على أوضاع الإقليم بالكامل.

أيضا قد تحمل السيناريوهات اتفاقا بين القوات الكردية والرئيس الأسد مدعوما من موسكو في مواجهة الممارسات التركية العدوانية ضد الدولة السورية.

وهذا هو ما ستكشفه الأيام القادمة.