رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

إنها الشهادة التى سطرها «جون نيكسون» فى كتابه الذى صدر العام الماضى بعنوان «استجواب الرئيس» (صدام حسين ). ونستدعيه اليوم مع الذكرى الثانية عشرة لإعدام صدام فى 30 ديسمبر 2006 .

الجدير بالذكر أن نيكسون هو محلل فى وكالة المخابرات الأمريكية والذى أوكلت له مهمة تحليل القادة الأجانب لمساعدة صانعى القرار فى واشنطن على تنفيذ مخططهم من خلال تقديم تحليلات تفصيلية حول آراء هؤلاء وطموحاتهم وكل ما يتعلق بحياتهم الاجتماعية.

ولقد تم تكليفه للتحقيق مع صدام بعد أسره فى 13 ديسمبر 2003.

ويعرض نيكسون فى كتابه شخصية صدام وكيف أنه كان مأخوذاً بها ويردف قائلا: (لم أكن أصدق أن يأتى على يوم لأتولى التحقيق مع أخطر رجل مطلوب فى العالم. لقد كان من أكثر الشخصيات المؤثرة التى قابلتها فى حياتى).

ويفند نيكسون الأكذوبة الأمريكية التى اتخذتها ذريعة لغزو العراق فى مارس 2003 ألا وهى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.

حرص نيكسون على أن يكون نزيها فى عرضه للأحداث وتأكد بعد حديث ممتد مع صدام إلى أنه أوقف البرنامج النووى منذ سنوات عدة ولم يكن يعتزم استئنافه فى أى مرحلة.

ويشدد نيكسون على أن الإطاحة بصدام سببت نكبة للعراق إذ تحول إلى دولة فاشلة بجميع المقاييس. وتذكر ما قاله صدام له خلال التحقيق: (سوف تفشلون، وستجدون أن حكم العراق ليس بالسهولة التى تتخيلونها). وعن شخصية صدام ومواقفه يقول: (كان صدام صلباً حاد الذكاء ومناوراً، ولم يكن يخشى الموت.عندما سألنى بوش عما إذا كان صدام يعرف أنه سيعدم؟ قلت له نعم كان يدرك ذلك وحدثنى عن أن أسره سينتهى بإعدامه).

ويكشف نيكسون عن تفاصيل لقاء صدام بالادميرال «ويليام ماكريفان» قائد القوات الخاصة التى اعتقلته، ففى أول مارس 2004 طلب ماكريفان من صدام التوقيع على بيان يدعو المتمردين العراقيين إلى إلقاء سلاحهم وهدده بمصير موسولينى إذا لم ينصاعوا، إلا أن صدام رفض حتى قراءة البيان قائلاً: (كرامتى لا تسمح لى بقراءته ناهيك عن توقيعه.

أعتقد أن السلطات العسكرية الأمريكية لا تفهم صدام حسين ولا العراق. إذا كنتم تريدون وقف سفك الدماء فعليكم أن تغادروا ولن تخسروا شيئاً بمغادرتكم. أما نحن فسوف نخسر كل شىء لو أوقفنا القتال).

ويواصل نيكسون الحديث فيقول: كان صدام سريع البديهة ولم يكن يسعى لقيادة الأمة ولهذا قال: (لا أريد غير قيادة العراقيين فهم أنبل الناس). ويعترف نيكسون بأن صدام كان يتمتع بالجاذبية الشعبية ويردف قائلا: (حين سألناه عن القيادة الإيرانية تصرف كرجل شهم، وقال إنه فى أعقاب وفاة الخومينى 1989 طلب من معاونيه إظهار الاحترام لرجل الدين الراحل وعدم الإساءة له بعد وفاته).

وهكذا يظل صدام حسين أيقونة العصر، تمتع بالكبرياء والذكاء الحاد وملك الذاكرة الفولاذية. رحم الله صدام حسين الذى لم يخش فى الحق لومة لائم.