أوراق مسافرة
تطحنى قضاياك عزيزتى.. تهز وجدانى دموعك، يهزمنى شعورك بالظلم من أى رجل وأنت لا حول لك ولا قوة، من يشرع القوانين لأجلك غالبا رجال.. من يظلمونك فى الحياة والحقوق.. رجال، من تلجأى إليهم فى المحاكم طلبا لإنصافك.. رجال، نعم هم المتحكمون فى معظم حياتك وشأنك منذ الولادة وحتى الممات، وتأملى دوما أن يكون الرجل أى كان موضعه فى حياتك سندا ودعما وحماية، وكثيرا ما يخيب أملك، لوقوعك فى نوعية رجال مهزوزين نفسيا.. معقدين.. يفتقدون للرجولة، ولا يعنى لديهم الحق أو الشرع أو تطبيق أوامر الله شيئا، لأن هؤلاء اصلا لا يخافون الله..
على مدى ستة عشر اسبوعا خضت بقلمى فى هذا المكان فى قضاياك عزيزتى، ناشدت كل الرجال فى مواضعهم.. ابن.. اخ.. شقيق.. أب.. زوج.. عم.. خال أن يراجع نفسه فى تعامله معك، أن يكون رجلا معك لا عليك، سندا لك لا ضدك، قويا لحمايتك لا يستقوى عليك، كريما حنونا، لأنك كأنثى ضعيفة دوما رد فعل لأفعال الرجال، إن أهانك.. أخرجتى مخالبك دفاعا عن كرامتك، وإن احترمك رفعتيه تاجا على رأسك، إن أكرمك، خفتى على ماله وصنتيه، وإن بخل عليك تولد عنادك وطالبتيه بما فوق طاقته، إن أخلص لك، كنت أخلص المخلوقات له وفاءا وصيانة للعيش، اذا «مرمط» كرامتك وأهان أنوثتك بالخيانة والبصبصة، نكدت عليه عيشته.
الرجال قوامون.. ولم يقل الدين النساء.. القوامة تعنى المسئولية الاحتواء.. المبادرة.. الانفاق.. وعلى كل رجل أن يقوم بكل أدواره التى أمره الله بها.. ليجعل من أنثاه عود ياسمين لين طيع يفوح بالعطر.. الرجل «إلا من رحم ربى» يعتقد الرجولة فحولة وخشونة صوت، وفقد مع قشوره مقومات الرجولة الحقيقية.. واعتبر نفسه فى حرب مع الأنثى لا تكامل ووفاق.. والمرأة صارت تجد فى الطلاق إنقاذا لها من العيش مع رجل أهانها وبخل عليها وجعلها مجرد خادمه، فيما هو منطلق لحياته ومزاجه خارج البيت، لا توجد امرأة تهرب من السعادة، الرجل مع الغريبات لين وحنون وكريم، ومع اهل بيته «وش خشب» وبخيل ومنفر، اذا ذهب لموعد حلق وتعطر وغسل اسنانه، ومع اهل بيته النقيض.
أفيقوا واعدلوا أيها الرجال لينصلح المجتمع، هناك مطالب يجب أن تلتفت اليها الدولة وكل القائمين على التشريعات وأيضا وزارة العدل، مطلوب محاكم عاجلة للبت فى قضايا الطلاق والخلع والنفقة لانقاذ النساء من الضياع والحاجة والظلم، مطلوب تشديد العقوبات بالسجن للمتهرب من النفقة على زوجته وأولاده، مطلوب إقرار نفقة عاجلة مؤقتة من وزارة التضامن للمطلقة التى ليس لديها عمل او دخل، حتى تبت المحاكم بحبالها الطويلة فى قضية نفقتها، مطلوب تشديد العقوبات لمرتكبى العنف ضد الأنثى عامة، تشديد العقوبات ضد المتحرشين فى الشوارع والمؤسسات والمصالح، مطلوب إيقاظ الوعى لدى الرجال وتصحيح المفاهيم بأن المرأة ليست عبئًا زائدًا عليك، لا فى البيت ولا فى العمل بل عنصر ضرورى ومكمل.
مطلوب مزيد من حماية القاصرات من الزواج القهرى، وتغليظ العقوبات ضد من يرتكب او يسهل تلك الزيجات، ايها الرجال احموا القوارير لتحموا بيوتكم من الانهيار ومجتمعاتهم من التفكك والدمار، دللوا الأنثى بلا إفساد، اكرموها وانفقوا عليها بلا اسراف، كونا عونا لها لا عليها، سندا لها لا ضدها، ان نقصت.. أكملوها برفق، وان اعوجت قوموها بالحب والتوجيه الحسن لتصلحوا شأنها، الكلمة الطيب صدقة، ما أجمل ان توجه صدقاتك ايها الرجل لأهل بيتك، وخيركم خيركم لبيته، تحطيم القوارير يجرح محطمها ويدميه، ومهما بذل من جهد لن يعيد اصلاحها بعد تحطيمها، وسيبقى أثر الجرح فى يده ونفسه.
خلق الله النساء لكم لإكمال حياتكم.. مؤانسة وحدتكم، وملء بيوتكم ابتساماً وحناناً ودفأ، بيت بلا انثى بيت بارد جاف لا حياة فيه ولا رواء.. لا تدمروا حياتكم ايها الرجال بتحطيم اناثكم والضغط عليهن.. اللهم بلغت من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمجتمعنا المصرى.. اللهم فأشهد.