رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

هل العنف يصلح كوسيلة للحصول على الحقوق، وهل «السترات الصفراء» تحولت إلى وحش خارج السيطرة الفرنسية وهل قوة القانون تسود أم قوة العضلات فى عاصمة النور. قلوبنا مع فرنسا الدولة ومع الشعب الفرنسي، باريس تحولت إلى مدينة أشباح بعد أربعة أسابيع من احتجاجات «حركة السترات الصفراء» على ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الضرائب التى فرضتها الحكومة على الوقود، والسؤال: هل يستحق فرض ضريبة ضرب اقتصاد الدولة.. المتاجر أغلقت أبوابها، والمرور تعطل والسياحة هربت، والحياة توقفت، والاقتصاد فى تدهور مستمر، والإضرابات تتسع، ومرشح انضمام الطلبة والمزارعين وشرائح  أخرى من الشعب  الفرنسى اليها وتوشك أن تعيد الأحداث التى شهدتها فرنسا أيام الملكية.. الحكومة الفرنسية تواجه الاحتجاجات بتدابير أمنية وصلت إلى نشر المدرعات فى الشوارع وزيادة الاعتقالات، وتفكر فى فرض حالة الطواريء بعد إلغائها رسمياً العام الماضي.

ورغم التنازلات التى قدمتها الحكومة إلا أن الاحتجاجات فى تصاعد مستمر وتوحى «السترات الصفراء» أن تكرر حركة «خمس نجوم» فى إيطاليا اليوم أن فرنسا تعيش صدمة كبيرة، «ماكرون» لجأ لعمد المدن، لمساعدته على التهدئة، والمحتجون يصرون على استفتاء رئاسى جديد، فهل تنتصر الحكومة أم الشعب الفرنسي، لن يكون هناك منتصر ومهزوم النتيجة هى هزيمة فرنسا الدولة، الوطن لابد أن يكون هو الأبقى، غياب الوطن لا تعوضه أى أوضاع اقتصادية . وعبرت عن قيمة الوطن شرطية فرنسية قالت للمحتجين اقتلونى ولا تخربوا فرنسا، فعلاً الشرطية بكت أمام الكاميرات، وهى تتوسل للمتظاهرين، قائلة حافظوا على فرنسا، الأوطان هى الأبقى، والحكومات سوف تتغير فى أى وقت، لا يوجد بديل عن الوطن إذا حرقه أبناؤه بأيديهم، سيذهب ماكرون، وتذهب الحكومة، وستأتى أجيال فرنسية، ولكن لو ضاع الوطن فلن يعود.

الحفاظ على التراب هو المهم، القانون لابد أن يسود، الغوغاء هى مقدمة للخراب، العنف هو وسيلة لتدمير الأوطان، الحكومات ليست دائماً على حق، والشعوب أيضاً، لكن الوطن هو صاحب الحق فى أى مواجهة.

تراب الأوطان هو الذى يستحق الدفاع ونتحمل من أجله أى أعباء.

 الشعوب هى التى تبنى الأوطان وليست الأوطان هى التى تبنى الشعوب.