رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

فى مقال الأمس تناولنا واقعة تفجر الماء من بين أصابع النبى عليه الصلاة والسلام، الواقعة جرت فى أكثر من موقع (الحديبية، الزوراء بالمدينة، قياء فى طريق سفر)، رواها العديد من الصحابة يشهد لهم، ملخصها: طلب الماء (للوضوء، للشرب)، تعذر توفيره، جيء للرسول بـ: اناء، قدح، مخضب، شن، وضع أصابعه، تفجرت الماء من بين أصابعه، توضؤوا وشربوا جميعا.

الصحابى الجليل جابر بن عبدالله (ت 78هـ) وهو شاهد عيان، قال:«فرأيت الماء يخرج (وفى رواية: ينبع) من بين أصابعه»، وذكر أنس بن مالك (ت 93هـ):» فرأيت الماء يخرج من تحت أصابعه»، وذكر زياد بن الحارث: «فرأيت بين كل إصبعين من أصابعه عينًا تفور»، وابن عباس (ت 68هـ) قال: «فرأيت العيون تنبع من بين أصابعه»، وفى رواية أخرى له: «فانبعث تحت يده عين»، وقال عبدالرحمن بن أبى ليلى (ت 83هـ): فرأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله».

السؤال: هل الماء تفجر من (القدح، الإناء، الشن، المخضب) أم من اصابع الرسول عليه الصلاة والسلام؟ السؤال بصياغة أخرى: هل الماء خرج من جسم الاناء أم من جسد/ لحم الرسول؟

الماوردي (ت 450هـ) ذكر فى الحاوى، مختصر شرح المزنى للشافعى:«هذا الحديث مع ما فيه من إعجاز النبي  صلى الله عليه وسلم أبلغ من معجزة موسى في خروج الماء من الحجر؛ لأن خروجه من الحجر معتاد، ومن بين الأصابع غير معتاد».

ابن عبدالبر(463هـ) قال فى التمهيد: «الذي أوتى النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآية المعجزة أوضح في آيات الأنبياء وأعلامهم مما أعطي موسى عليه السلام.. ولم يشاهد قط أحدا من الآدميين يخرج من بين أصابعه الماء غير نبينا صلى الله عليه وسلم وقد نزع بنحو ما قلت المزني (ت 264هـ) وغيره».

القاضى بن عياض (ت 544هـ) لم يحسم الأمر ونقل عن المزنى وابن عبدالبر، مؤكدا أن كلا الوجهين معجزة عظيمة».

القرطبى (ت 656هـ) رأى فى تفسيره، أن الماء خرج من لحم ودم الرسول، قال: «ما أوتي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من نبع الماء وانفجاره من يده وبين أصابعه أعظم في المعجزة، يخرج الماء من بين لحم ودم».

النووى (ت676هـ) فى شرح مسلم: «وأكثر العلماء أن معناه أن الماء كان يخرج من نفس أصابعه صلى الله عليه وسلم وينبع من ذاتها».

ابن حجر العسقلانى (ت 852هـ) فى فتح البارى رأى: «وظاهر كلامه أن الماء نبع من نفس اللحم الكائن في الأصابع».

القسطلانى(932هـ) فى ارشاد السارى: «من نفس لحمه الكائن بين أصابعه أو من بينها بالنسبة إلى رؤية الرائي، وهو في نفس الأمر للبركة الحاصلة فيه يفور ويكثر والأول أوجه».

[email protected]