رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

نواصل الحديث بصحبة الفيلسوف العظيم هيجل أحد الأشخاص الذين غيروا وجه التاريخ.

لقد ميز هيجل بين ثلاثة مفاهيم مبيناً التداخل والانفصال فيها: الحقيقة، والوجود، والوجود الفعلى. لقد أيد هيجل فى نقاشه لمقولة أفلاطون تلك أن هناك انفصالاً بين الحسى والعقلى ولكنه ليس انفصالاً مطلقاً، بل علاقة متداخلة وان المعرفة بكليتها ناتجة عن تلك العلاقة المتداخلة بين الحسى والعقلى، ومن هذا الأساس الجدلي نشأت فكرته عن الوحدة المطلقة بين الفكر والوجود وشكلت الأساس الذى قامت عليه فلسفته برمتها.

لقد نص هيجل على أن الوحدة يجب أن تكون شاملة على كل شىء سلباً وإيجاباً، وان الحقيقة هى محور الفلسفة الهيجلية وجل فحواها.

«من بين كبار الفلاسفة، هيجل هو أعصاهم على الفهم وأكثرهم تعقيداً» ـ برتراند راسل، تاريخ الفلسفة الغربية، يقول  هيجل عن فلسفته ا نها احتوت الفلسفات السابقة جميعاً فهو امتداد وليس نشوءا جديداً، بل هو تفسير لما أراد من سبقه من الفلاسفة ان يقوله  ولم تسعفهم التجربة الإنسانية فى الاستدلال أو الايضاح يقول الفيلسوف الاسكتلندى «وليم ولاس» فى ذلك: «ان ما يريد هيجل ان يقوله ليس جديداً ولا هو مذهبا خاصا هو فلسفة كلية عامة تتداولها الاجيال من عصر الى عصر، تارة بشكل واسع، وتارة بشكل ضيق، ولكن جوهرها ظل هو هو لم يتغير، وقد ظلت على وعى بدوام بقائها وفخورة باتحادها مع فلسفة أفلاطون وأرسطو» «20».

كتب هيجل بعض كتبه خصوصا للمتخصصين فى الفلسفة لكن كتابه «موسوعة العلوم الفلسفية»  كان موجهاً لغير المتخصصين وقدمه كتاب جامعى، رغم ذلك فهيجل كان يفترض فى قرائه انهم على إلمام جيد بالفلسفة الغربية، وخاصة فكر ارسطو وايمانويل كانت وخليفتى كانت: يوهان فخته وفريدريك شيلنغ اما اولئك الذين ليست لديهم خلفية جيدة عن تلك الفلسفات، فحرى بهم الرجوع لتلك المقدمات والكتب العامة عن فكر هيجل قبل الشروع فى قراءة كتبه، مشكلة أخرى تعترض قراء هيجل، الا وهى الترجمة بل ان هيجل نفسه زعم فى كتابه «علم المنطق» ان اللغة الالمانية بحد ذاتها هى لغة الفلسفة.

وفاته، وفى شهر أغسطس من عام 1831 اجتاحت الكوليرا برلين فغادر هيجل المدينة الى مكان قريب يدعى «كروزيرغ» وسكن هناك مؤقتاً ساءت حالته الصحية وكان نادراً ما يخرج من مسكنه بدأ العام الدراسى الجديد فى  أكتوبر، فعاد هيجل الى برلين، وكان يظن أن وباء الكوليرا قد اختفى من المدينة وفي 14 نوفمبر عام 1831 مات هيجل بمرض الكوليرا. أما كتبه عن الجماليات و فلسفة الدين وفلسفة التاريخ فلم تنشر الا بعد موته.

وللحديث بقية

 

رئيس حزب الوفد