رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الوفد صنعته الأمة على عينها..

الوفد نشأ فى قلب الجماهير فأقام لها فى عقله وقلبه وكل وجوده مقامًا محمودًا.

«فكان الشعب هو الوفد، والوفد هو الشعب»: بقوته ووجوده وآماله ومصيره.. وحين التقى مصير الوفد بمصير الأمة التى صنعته كان الوفد هو «النتاج الحقيقى» لتلاحم قوى الشعب المصرى، فكان المسلم جنبًا إلى جنب مع المسيحى، تضامناً أزلياً، وجهادًا سوياً.. أو كما قيل فى روعة البيان:

«فى ثورة مصر الكبرى، ثورة عام 1919 والتى انصهر فيها الوفد وانخرط فى نارها المقدسة، وسقط الشهيد بعد الشهيد بالرصاص الإنجليزى الغادر»، «هذا الرصاص لم يفرق بين دم مسلم أو دم مسيحى»... فكان النداء الأبدى يشق عنان السماء، صاعدًا مع صوت كل شهيد مات على أرض مصر:

«نموت... نموت وتحيا مصر»...

<>

أيضا كان سلاح الثوار فى مصر: العقيدة، والصدور المفتوحة فى شوق إلى الموت، إلى الشهادة، وأيضا ضد الرصاص الإنجليزى الصادر من بنادقهم والمستوردة، استخدم الثوار المصريون«الحجارة» سلاحًا قويًا هادرًا فى معركة الاستقلال والمصير لصد الرصاص الطائش.

وقال ثائر:

قد قد من «جبل المقطم» قلبنا

حتى يكون على العداة شديدا

نفنى ونموت ولتحيا مصرنا

«هكذا علمونى منذ كنت وليداً»

وتسابق أبناء مصر نحو الشهادة: الصدور مفتوحة تتلقى الرصاص، والأمهات يشجعن الأبناء على الوقوف فى وجه الموت فداء للأم الكبرى مصر.

<>

كان الوفد هو المدرسة الوطنية الأولى فى البلاد، وهو- عن طريق زعمائه ورجاله وشبابه- خير من أنجبت مصر فى تاريخها عشقًا للحرية ومعرفة بفن السياسة وأصولها ومراميها.

فكانت الانتصارات التاريخية تلو الانتصارات والتى عجلت بالاستعمار: «أن يحمل عصاه ويرحل»...

<>

والتقت الكرامة والعزة بمبادئ الوفد الكبرى فعم الخير، وصفت النفوس، وسعد الشعب المصرى أيما سعادة فى ظل قيادة وفدية نبعت من قلب الأحداث، وحققت الآمال والأحلام، فكان قائد المسيرة الأول، ابناً من أبناء «فلاحى مصر» عرف الخضرة فى الحقول، والعرق فى العمل، فكان سعد باشا زغلول، الذى حمل راية الوطنية، ودافع عن طموحات مصر فى العالمين، فكان النفى وكانت العودة، وكانت الثورة وكان «الوفد» مولودًا فى قلب هذه المعارك كافة بتوقيع من الأمة، صاحب السيادة والسلطان.

<>

أقول قولى هذا مشيدًا بالوفد كحزب للأمس وحزب لليوم وأيضاً للغد، لأنه تبنى قضايا الأمة ودافع عنها خير دفاع، دافع عن الحرية بالدم:

وللحرية الحمراء باب

بكل يد مضرجة يدق

وأرسى قواعد الديمقراطية، وهى «حكم الشعب بواسطة الشعب من أجل صالح الشعب»: الشعب هو السيد والشعب هو الأول والآخر، ومبدأ وفدى ساد وتربع على عرش كل قلوب الشعب المصرى... وكان الحق هو سياج الأمة، والمبدأ الوفدى الذى ساد هو: «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة» ياليتها تعود وتسود وتتربع على عرش «فكرنا السياسى»... حتى تزغرد الحرية على بساط من نور...

<>

مدرسة الوفد مفتوحة لتخريج عشاق الحرية والدفاع الدائم والدائب عن حرمة الوطن فى ثوب الوطنية، فى ظل سيادة القانون واحترام الدستور...

<>

والوفد قد عاد- بعد غربة السنين- ومحاولة رجال 23 يوليو 1952 فى الاستئثار بالحكم والسيادة والسلطان، فقد ألغيت الأحزاب كتعبير غير حضارى من جانب هؤلاء، إلا أن فكرة العودة كانت فى كل ضمير أبناء مصر، لأن الوفد باعتباره قد صنع فى قلب الجماهير، فهو الأمين على حمل رسالته والدفاع عن حقوقه فى كل عصر وفى كل جيل...

<>

إذاً انتظروا الوفد فى ثوبه الجديد، رائداً من رواد الحرية، ومدافعًا بكل ما أوتى عن القيم الدستورية، رافعًا راية الديمقراطية، الديمقراطية التى هى فى المقام الأول: ثورة الإنسان ضد الظلم والظالمين...

أقول قولى هذا، وأردد ما سبق وقلناه:

يا وفد أنت الأمل للناس تهديها...

يا وفد أنت الدواء للناس تشفيها...

ودائمًا وأبدًا:

إلى اللقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.